عاشت البشرية ساعات حالكة السواد خاصة بعدما صاغ الانتصار الغربي في الحرب العالمية الثانية على النازية سباق تسلح محموم بين الشرق المتمثل حينا في الاتحاد السوفيتي “روسيا حاليا” والغرب والمتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.
ووسط هذا الصراع المحموم ظهر إلى العالم مجموعة من أسلحة الجحيم الأكثر فتكا على الإطلاق.
فخلال 40 عاما شهد العالم “حرب النجوم، والسهم، والعصا الكبير، وقنبلة القيصر” كل تلك المسميات المرعبة التي تشير حين سماعها حاليا إلى عرض تلفزيوني لأبطال الخيال العلمي كانت أسلحة معدة لتدمير الأرض وإحراق الأخضر واليابس عل سطح البسيطة في لحظة واحدة في حقبة الحرب الباردة.
ومع ظهور تلك المسميات التي كان من المفترض أن ترعب العدو ظل الصراع بين الشرق والغرب محتدم على الرغم من العجز عن المواجهة المباشرة بسبب نظرية الردع غير العادي.
تلك النظرية وبكل بساطة تعني أنه لن يستطيع أي طرف شن حرب نووية شاملة على الطرف الآخر كون التدمير الحتمي للطرفين سيكون أمر واقع لا مفر منه.
ومع هذا المنطق المرعب والبسيط في نفس الوقت والمسمى “التدمير المؤكد المتبادل” ظلت الحرب الباردة مستعرة لأربعة عقود دون الدخول في حرب مباشرة.
وإيمانا بحق المعرفة ننشر لكم نبذه عن تاريخ أهم وافتك الأسلحة خلال حقبة الحرب الباردة التي كاد العالم أن يتحول فيها إلى انقاض.
طائرة السهم أفرو
البداية كانت في عام 1953، فالتهديد بحرب نووية مع موسكو دفع علماء الأسلحة الغربيين لابتكار طائرة “السهم أفرو”، التي تعد واحدة من أجمل الطائرات التي تم تصميمها على الإطلاق.
“السهم أفرو” تم تصميمها للتحليق على ارتفاعات شاهقة تصل لـ”50000 قدم”ـ وبسرعة خرافية تقترب من 2 ماخ، أي أعلى وأسرع من أي مقاتلة، وهدفها اعتراض القاذفات الروسية، قبل أن تتمكن من تحويل مدن أمربكا الشمالية إلى أنقاض.
صُممت “السهم أفرو “بكندا، وتم العمل عليها فعليا حتى عام 1959 حينما تم إلغاء المشروع فجأة؛ والجدير بالذكر أن قرار الإيفاق لزالا يثير الجدل حتى اللحظة.
العصا الكبيرة
على الرغم من أن الأسم لا يبدو برعب تلك الأسلحة الفتاكة، غير أن الحقيقة أن هذا السلاح هو الأكثر فتكا وجنونا على الإظلاف.
فالعصا الكبيرة أو صاروخ (SLAM)، أو مشروع بلوتو تم تصميمه ليكون الرادع النهائي لأي هجوم سوفياتي فالصاروخ (SLAM) يحمل ما يصل لـ16 رأسًا نوويًا.
وهذا الصاروخ المرعب يعمل بالطاقة النووية، ويحلق بسرعة تصل إلى 4.2 ماخ، وعلى ارتفاع منخفض جدًا ما يجل رصده وإيقافه مستحيلا؛ بالإضافة إلى أن مداه يصل لـ180 ألف كيلومتر.
وبشكل تفصيلي، فصاروخ العصا الكبيرة يعمل بدفع نووي غير محمي وهذا من شأنه أن يقذف النفايات في كل مكان يذهب إليه، كما أن موجة الانفجار الصوتية الناتجة عن مروره ستسبب دمارًا إضافيًا.
وأخيرًا، بمجرد تسليم جميع أسلحته وخروجه عن النطاق، تمت برمجته للاصطدام بهدف أخير، ما يخلق فوضى إشعاعية قد يستغرق تنظيفها أجيالًا.
ومع كل ذلك المخاطر وبعد أكثر من 10 سنوات من العمل على تطويره تم إلغاء المشروع عام 1964، ولكن على الرغم من ذلك ظل الصاروخ مميتًا للغاية، حيث أنه لا يمكن اختباره أبدًا، وتم الاستقرار على أن ليتم استخدامه في يوم واحد فقط، وهو يوم القيامة.
برنامج حرب النجوم
في عام 1983 أعلن الرئيس الأمريكي حينها رونالد ريجان عن برنامج الدفع المسمى بـ(SDI) والمعروف باسم حرب النجوم.
البرنامج تم تصميم من جهد متعدد من الصواريخ النووية الباليستية بالإضافة إلى أجهزة استشعار أرضية وصواريخ، بالإضافة إلى أقمار صناعية تدور حول الأرض.
ومع كل هذا الكم من الدفاع النووي اقترح “ريجان”، بتجهيز برنامج (SDI) بالليزر وكذا أسلحة الطاقة الموجهة (DEW) من أجل إسقاط الأسلحة النووية السوفياتية.
وعقب طرح الرئيس الأمريكي الأسبق للبرنامج، جن جنون العالم كون صنع مثل هذا السلاح كان سيؤدي إلى قلب مفهوم التدمير المتبادل المؤكد.
قنبلة القيصر السوفيتية
وعلى الجانب الأخر ابتكر العلماء الروس واحدة من أسلحة الجحيم تمثلت فيما يعرف بـ”قنبلة القيصر” عام 1961.
وعدّت قنبلة القيصر ملكة كل القنابل حيث أنها تحتوي على ما يعادل 50 ميجا طن من المتفجرات ما يعني أكثر من جميع المتفجرات المستخدمة بكامل الحرب العالمية الثانية مجتمعة.
وملكة القنابل، أو قنبلة القيصر، هي قنبلة هيدروجينية، يبلغ وزنها 27 طنًا، وحال تفيجرها يمكن رؤية كرة النار الناتجة من مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر.
وعلى الرغم من كل تلك الخطورة فجرها السوفيات في عام 1961، ليدخل العالم حقبة جديدة من الدمار حيث سجلت الإحصائيات أن انفجارها يزال حتى الآن أقوى انفجار من صنع الإنسان على الإطلاق.