في ظل التوترات المتصاعدة مع روسيا، تسعى الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستقل، مع تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
تتضمن هذه الجهود استثمارات ضخمة تصل إلى 800 مليار يورو لتعزيز الجيوش الوطنية وتطوير أنظمة الدفاع الجوي.
بينما دول البلطيق، مثل إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، تعمل على تعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروسيا بإنشاء مخابئ وحواجز مضادة للدبابات.
فيما يُعبر الدبلوماسيون الأوروبيون عن قلقهم من أن الحكومات الموالية لروسيا قد تعرقل هذه الجهود، مما قد يؤثر على وحدة الصف الأوروبي في مواجهة التهديدات المحتملة.
في الوقت نفسه، تستمر روسيا في استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤكد الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية.
تُظهر هذه التطورات التزام أوروبا بتعزيز أمنها بشكل مستقل، مع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لتحقيق هذا الهدف.
وبينما يجتمع قادة التكتل الـ27 في بروكسل يوم الخميس، فإنهم يعلمون أن الهيكل الأمني لما بعد عام 1945، والمعتمد على دعم الولايات المتحدة، يمكن أن ينهار في أي يوم.
ومنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تحدث القادة كثيرًا عن السيادة والدفاع.
وقال مسؤولون من حكومات أوروبية لمجلة “بوليتيكو”، إنهم يعترفون بأن الوقت قد حان لترجمة الأقوال إلى أفعال، ومع ذلك يخشى البعض بالفعل من أن يسير الأمر بشكل خاطئ ومروع.
بل تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحاجة إلى “صحوة مذهلة”، لكن القلق الذي يساور المطلعين على النقاش الحالي، هو أن الأحداث تجري بسرعة أكبر مما يمكنهم التعامل معه.
ووفق مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن فإن “السيناريو المرعب هو أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق قريبًا يقبل معظم مطالب روسيا، ثم تقول لأوكرانيا وأوروبا إما أن تقبله أو تتركه”.
وفي هذا السياق، فإن الأوروبيين ليسوا خائفين من الولايات المتحدة فقط، بل قلقون من بعض دولهم.