شهدت الحرب العالمية ملاحم تاريخية عبر فيها الإنسان عن حب الحياة بكل الطرق الممكنة فعلى الرغم من الخراب والدمار كانت الإنسانية حاضرة بالصبر والصمود في قصص ولا أروع عن الإصرار والتحدي.
قصص استثنائية
فخلال الحرب حاول الأسرى استغلال كل الفرص الممكنة للحصول على الحرية، على الرغْم المخاطر الكبيرة، فدونوا قصصا استثنائية.
مشاهد على شاشات التلفاز
تحولت قصص الحروب الملحمية إلى مشاهد على شاشات التلفاز، بسبب عبقرية محاولات الهروب التي وصلت حد التهور وما ارتبط بها من مخاطر جمة.
جحيم سجون الحرب العالمية
وخلال السطور التالية ننشر أبرز محاولات الهروب من جحيم سجون الحرب العالمية الثانية:
معسكر إبينال
البداية كان من معسكر إبينال ففي أحد الليالي الساكنة بتاريخ 11 مايو 1944، مزق الصمت قاذفات القنابل الأمريكية من طراز B-24، والتي قصفت عن طريق الخطأ، معسكرًا في إيبينال في شرق فرنسا، مقر الاحتجاز المؤقت لأكثر من 3000 رجل هندي.
لحظة الهروب
ووسط نيران القصف وركام البنيات المهدمة وموت بعض السجناء استعل المساجين الهنود الفرصة وحالة الارتباك التي ضربت الحراب وهربوا إلى الغابة.
الهروب نحو سويسرا
وفي طريقهم للهروب من الألمان نحو سويسرا استغرق الأمر أسابيع من الرحلات الملحمية التي شهدت مئات الهنود يتجولون عبر الغابات
المقاومة الفرنسية
فيما دخل الفرنسيون على الخط عقب مساعدات المدنيين للسجناء الفارين من جحيم الألمان، ووسط جو ملبد بالإثارة والكر والفر عبر الهنود الهاربين من الجحيم عبر الحدود فيما انخرط بعضهم في المقاومة الفرنسية ضد ألمانيا النازية.
أكبر هروب ناجح بالحرب
وبحلول نهاية ذلك الصيف، كان 500 من هؤلاء الرجال قد عبروا الحدود إلى بر الأمان، لذلك، كان هذا أكبر هروب ناجح في الحرب العالمية الثانية، ولكنه لا يزال غير معروف إلى حد كبير.
جورج باترسون
وفي قصة أخرى بطلها خبير في المتفجرات يدعى جورج باترسون ويحمل الجنسية الكندية الذي نفذ على الرغْم كل الصعاب، عملية “كولوسوس”.
عهد موسوليني
وعملية “كولوسوس” كانت تهدف في الأساس إلى تفجير قناة بوليسي الإيطالية؛ المجرى المائي الذي يمنح الحياة لقلب إيطاليا في عهد الزعيم موسوليني، ما كان سيسبب أزمة كبيرة في روما.
تدمير نصف القناة
وبدأت القصة بعد أن فقد الخبير الكندي معظم المتفجرات، وعلى الغم من ذلك نجح في تدمير نصف القناة. لكن العملية أدت إلى عزله وحيدا بعيدا عن فريقه.
قمم جبال الأبينيني
لذلك، حاول الهروب منفردًا عبر قمم جبال الأبينيني العالية المتجمدة، حيث ألقت السلطات الإيطالية القبض عليه في النهاية.
محاولة الهرب
وعقب القبض عليه عاني باترسون من ظروف احتجاز شاقة وعُومل بوحشية من قبل الحراس الإيطاليين، لدرجة أنه حاول باستمرار الهروب.
سجن سان فيتون
وبعد عدة محاولات فاشلة، أرسلته السلطات إلى سجن سان فيتون سَيِّئ السمعة الذي يديره “الجستابو” في مدينة ميلان، وجرى بناؤه على شكل نجمة ويُعتقد أنه مقاوم للهروب.
رشوة أحد الحراس
لكن الرجل استطاع الفَرَار من السجن عن طريق رشوة أحد الحراس الذي صنع مفتاحًا خاصا له، لفتح باب يطل على الشوارع الخارجية.
مساعدة الثوار الإيطاليين
وبعد فراره، نجح باترسون في الوصول إلى منطقة الحدود، وحاول مساعدة الثوار الإيطاليين الذين احتاجوا إلى المساعدة للهروب من إيطاليا.
التهديد بالإعدام
هناك، قبضت السلطات عليه مرة أخرى، لكنه حاول الهرب مجددا على الرغْم تهديده بالإعدام.
شغب في سجن وحرية
وفي هذه المحاولة الأخيرة، أثار أعمال شغب في سجن سان فيتون، مما أدى إلى تغلب مئات السجناء على الحراس، ونجاحه في الحصول على الحرية أخيرا.
الهروب الكبير
بدأت قصة الهروب الكبير ومن فرنسا، وتحديد في معسكر “Stalag Luft III” في ألمانيا النازية، الذي كان مخصصا لأسرى الحرب من طاقم الحلفاء الجوي، حيث حدثت واحدة من أشهر عمليات الهروب.
روجر بوشيل
إذ بدأت خطط الهروب الجماعي في أبريل1943، برئاسة روجر بوشيل الذي عمل بلا كلل في أثناء حفر ثلاثة أنفاق سرًا.
ثلاثة أنفاق
وجرى تسمية هذه الأنفاق “توم” و”ديك” و”هاري”، وكان عمقها 10 أمتار، مما يجعلها كبيرة بما يكفي لإخراج 200 رجل إلى الحرية.
الرمال في الجوارب
وخلال العملية التي استمرت لعدة أشهر، تم تحويل آلاف العناصر إلى أدوات للحفر، وتم حشو أكثر من 100 طن من الرمال في جوارب.
اكتشاف الأنفاق
وتوقف العمل في الأنفاق لفترة وجيزة عندما اكتشف الحراس نفقا.
النفق هاري
ومع ذلك، عندما استؤنف العمل لاحقًا، كان “هاري” هو النفق الذي تم اختياره للهروب منه.
الهروب إلى الغابة
وفي مساء يوم 25 مارس 1944، بدأ الرجال هروبهم، ولم يدركوا أن النفق كان قصيراً عند سياج المخيم المؤدي إلى الغابة الخارجية.
الخروج من النفق
وتهرب 76 رجلاً من كشافات الحراس التي أخرت الهروب، وتمكنوا في النهاية من الخروج من النفق قبل أن يكتشفه أحد الحراس في الساعة الخامسة صباحًا.
الهروب الأكبر خلال الحرب العالمية
عملية الهروب المذهلة من السجن كانت الأكبر من نوعها في الحرب العالمية الثانية. لكن نهايتها لم تكن سعيدة، إذ أعادت السلطات القبض على جميع الهاربين، باستثناء ثلاثة، بعد أسبوعين فقط.
إعدام 50 رجلا
وأُعدم 50 رجلاً بلا رحمة على يد “الجستابو” (الشرطة السرية الألمانية) بناءً على أوامر من أدولف هتلر. وفي عام 1963، جرى تخليد الخُطَّة الجريئة في فيلم “الهروب العظيم”.
تلك كانت نُبْذَة عن الإصرار البشري في الحصول على الحرية بأي ثمن وفي أي ظرف وتحت أي ضغوط، فالحرية لا بديل عنها ولا مثيل لها، فالحرية هي الهدف الأسمى للإنسان.