شهد تاريخ سلاح الطيران تطورًا مذهلًا على مدار العقود الماضية، بدءًا من الطائرات البسيطة في الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى الطائرات النفاثة في الحرب العالمية الثانية، ثم المقاتلات المتطورة في الحرب الباردة، ومرورًا بمقاتلات الجيل الخامس، حتى تدخل الولايات المتحدة الآن عصرًا جديدًا مع مقاتلة الجيل السادس التي توشك على تغيير قواعد اللعبة الجوية حول العالم.
من الأجنحة القماشية إلى الهيمنة الجوية
الحرب العالمية الأولى، شهدت استخدام طائرات بدائية ذات هيكل خشبي وأجنحة قماشية، بمدى قصير وقدرات قتالية محدودة.
الحرب العالمية الثانية، قفز سلاح الطيران قفزة كبيرة بظهور طائرات ذات محركات أقوى، وسرعات تتجاوز 600 كيلومتر في الساعة.
عصر النفاثات مع نهاية الأربعينيات، ظهرت الطائرات النفاثة مثل F-86 Sabre الأمريكية، وتوالى تطوير الطيران العسكري بشكل متسارع.
الجيل الرابع، في السبعينيات والثمانينيات ظهرت مقاتلات متطورة مثل F-16 وF/A-18 وMig-29.
الجيل الخامس، شهد مطلع الألفية بروز طائرات الشبح مثل F-22 Raptor وF-35 Lightning II بقدرات خفاء وتقنيات استشعار متقدمة.
عصر الجيل السادس
كشفت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرًا عن مواصفات مقاتلة الجيل السادس، ضمن مشروع NGAD (الهيمنة الجوية للجيل القادم)، حيث يتوقع أن تنضم الخدمة بحلول عام 2030، مع قدرات غير مسبوقة.
قدرات مقاتلة الجيل السادس
تخفي كامل متعدد الأطياف: تتفوق على كل مقاتلات الجيل الخامس من حيث تقنيات التخفي عن الرادارات وأجهزة الاستشعار المختلفة.
ذكاء اصطناعي مدمج: يسمح للطائرة بتحليل البيانات الميدانية الفورية واتخاذ قرارات قتالية دون تدخل بشري مباشر.
طائرات مرافقة دون طيار، تطير بجانبها طائرات مسيّرة تحت قيادتها لتنفذ مهام استطلاعية وهجومية ودفاعية.
سرعات تفوق سرعة الصوت دون الحاجة لكسر حاجز الصوت (Supercruise).
أنظمة تسليح مستقبلية: منها صواريخ ذكية ذات مدى بعيد، وأسلحة طاقة موجهة (ليزر عالي القدرة).
منافسة عالمية
تعمل عدة دول أخرى على مشاريع مقاتلات جيل سادس أبرزها:
بريطانيا واليابان وإيطاليا: ضمن مشروع Tempest.
الصين وروسيا بمشاريع خاصة لم يتم الكشف عن تفاصيلها.
مستقبل الحروب الجوية
من المتوقع أن تغيّر هذه المقاتلات قواعد الاشتباك الجوي، حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة والأنظمة الذاتية جزءًا أساسيًا من أي معركة جوية مستقبلية.