في قلب العاصمة الإسبانية مدريد، يقف قصر “ليناريس” الشهير، الذي لا تزل جدرانه تخفي واحدة من أكثر الحكايات رعبًا وإثارة للجدل في أوروبا… قصة رايموندا، الطفلة الشبح التي يُقال إن روحها ما زالت تسكن أروقة القصر حتى اليوم.
الحكاية من البداية
تعود القصة إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين كان ماركيز دي ليناريس، أحد أثرياء إسبانيا، يعيش في هذا القصر الفخم مع زوجته خوسيفا.
وبحسب ما تناقلته الروايات، كان الزواج بين الاثنين مليئًا بالأسرار المظلمة، إذ تردد أنهما كانا شقيقين غير شقيقين عن طريق والدهم، واكتشفا ذلك بعد زواجهما.
ولخشيتهم من الفضيحة التي قد تلاحق العائلة الثرية، أخفوا القصة عن الجميع، لكن الأمور ازدادت تعقيدًا حين أنجبت خوسيفا طفلة أسمتها رايموندا.
النهاية المأساوية
خوفًا من العار والفضيحة الاجتماعية، قرر الزوجان التخلص من الطفلة، فقاموا – حَسَبَ الرواية الشعبية – بقتلها ودفنها سرًا داخل القصر.
ومع مرور السنوات، بدأ القصر يشهد أحداثًا غريبة ومرعبة؛ أصوات بكاء طفلة، وصدى خطوات صغيرة في الممرات، وأشياء تتحرك من مكانها دون تفسير.
قصر مسكون حقيقي
تحولت القصة إلى أسطورة محلية، وذاع صيت القصر كأحد أشهر البيوت المسكونة في أوروبا، بل وأكد بعض زوار القصر أنهم سمعوا صوت فتاة صغيرة تنادي باسم “ماما” في أرجاء المكان.
وفي تسعينيات القرن الماضي، قامت السلطات الإسبانية بتحويل القصر إلى متحف ثقافي، لكن الشائعات ما زالت تلاحقه، وأُغلقت بعض الغرف نهائيًا بعد حوادث غامضة.
أفلام وتحقيقات
استُوحيت من القصة أفلام رعب ووثائقيات، وتم استدعاء فرق تحقيق في الظواهر الخارقة للتحقق من مزاعم وجود “رايموندا” في القصر، وسجلت كاميراتهم بالفعل أصواتًا غامضة وحركات غير مفسرة.
هل القصة حقيقية؟
على الرغْم من تعدد الروايات والشهادات، لم يُثبت رسميًا وجود الطفلة رايموندا أو وقوع الجريمة داخل القصر، إلا أن القصة لا تزل حاضرة في التراث الشعبي الإسباني، وأصبحت وجهة شهيرة لعشاق الرعب والقصص الغامضة.