اتفقت جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على أهمية تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، وإطلاق أنشطته في أقرب وقت ممكن، بهدف تعزيز مسار التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والأمنية.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
فلسطين
وتناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أكد الجانبان تمسكهما بحل الدولتين، ورفضهما القاطع لجميع محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم في غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، سواء كان التهجير مؤقتاً أو دائماً، قسرياً أو طوعياً، مؤكدين أن هذه الممارسات مرفوضة تحت أي مسمى.
كما أبدى الطرفان حسب “سبوتنك” دعمهما الكامل لـ الخُطَّة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، وأكدا أهمية المؤتمر الوزاري للتعافي المبكر الذي تستضيفه القاهرة في هذا الإطار.
قضايا إقليمية أخرى
وفي الشأن اليمني، جدّد الوزيران دعمهما للحكومة اليمنية الشرعية برئاسة مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدين على أهمية أمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
أما بالنسبة للأزمة السودانية، فقد اتفق الجانبان على ضرورة إنهاء النزاع المسلح، ودعم مؤسسات الدولة السودانية، وتأييد المبادرات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها محادثات جَدَّة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في السودان.
سوريا وليبيا والصومال
وبشأن الأزمة السورية، شدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض التدخلات الأجنبية، مع التأكيد على أهمية عملية سياسية شاملة لمكافحة الإرهاب، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، أكد الطرفان على احترام سيادة ووحدة الأراضي الليبية، ورفض أي تدخل خارجي، مطالبين بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، ودعمًا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في وقت واحد.
وفي الصومال، شدد الجانبان على دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة لبسط سيطرتها على كافة الأراضي الصومالية.
هذا اللقاء يأتي تأكيدًا على التقارب الاستراتيجي المصري السعودي، وحرص البلدين على توحيد الرؤى والمواقف تجاه مختلف الملفات الإقليمية والدولية، بما يعزز الاستقرار والسلام في المنطقة.