على الرغم من المناوشات التي تحدث يوميا أن جاز التعبير بين الكيان الإسرائيلي المحتل ووكلاء إيران سواء من حزب الله أو جماعة الحوثي، ظلت المواجهة المباشرة بين تل أبيب وطهران بعيدة عن التصور حتى في اقصي السيناريوهات تشاؤما.
قصف القنصلية الإيرانية
غير أن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق غير المعادلة بشكل جزري، بعد أن تعهدت طهران برد صاعق على إسرائيل، بينما تستمر دولة الاحتلال في تأهبها لتلقي الضربة الإيرانية المتوقعة.
ومع تصاعد الأحداث وعلى الرغم من الاتصالات الدبلوماسية المضنية التي تسعى لنزع فتيل التصعيد الإقليمي، أثير تسائل حول شكل الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، وشكل منطقة الشرق الأوسط حال الصدام المباشر.
وفي ذلك الصدد أجابت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن سؤال الحرب المفتوحة بين طهران وتل أبيب، واضعة تصورًا حول الصورة التي يمكن أن يبدو عليها الصراع حال وقوعه.
وأكدت “ديلي ميل”، على أن طهران ستأمر وكلاءها بشن هجوم عنيف على دولة الاحتلال الإسرائيلي، متجنبة المواجهة المباشرة المتمثلة في إرسال قوات برية لخوض حرب تقليدية شاملة.
وتابعت الصحيفة البريطانية، خيارات الحرب بين إسرائيل وإيران تقليدية محدودة، وهذا ما تجيد دولة الاحتلال التعامل معه.
حرب بالوكالة
وألمحت الـ”ديلي ميل”، إلى بعد المسافة بين إسرائيل وإيران التي تتعدى مئات الكيلومترات؛ لافته في الوقت نفسه إلى أن إيران متفوقة في تلك النقطة بفضل ميلشياتها الممولة والمسلحة جيدا التي تحيط بدولة الاحتلال الإسرائيلي من جميع الجهات تقريبًا.
ومن أهم القُوَى الإيرانية الضاربة “حزب الله” اللبناني، والذي يعد إحدى تلك الأذرع لإيران الطولى؛ فالجماعة السياسية والعسكرية الأقوى في لبنان، تمتلك ترسانة متعددة الأوجه وقدرات عسكرية متنوعة تشكل تهديداً كبيراً للدولة الصهيونية.
كما أن حزب الله يمتلك أسطول من آلاف الطائرات المسيرة، وعشرات الدبابات والمركبات المدرعة بالإضافة إلى مئات الآلاف من الصواريخ المدمرة وكذا أنظمة مضادة للدبابات والطائرات.
خبرات الحرب مع إسرائيل
وخاض حزب الله العديد من المعارك، ما أكسبه القدرة على مواجهة الكيان الإسرائيلي، في سيناريو الحرب الشاملة، غير أن خلال الفترة الأخير دخل الحرب في مناوشات مع جيش الدولة العبرية على طول الحدود وتبادل الجانبان الهجمات الصاروخية بشكل متقطع.
غير أنه عقب موقف طهران من المتوقع صدور أمر صريح بتصعيد العمليات بشكل كبير ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما كشفت الصحيفة البريطانية، عن قُوَى جديد في المعادلة، والمتمثلة في كتائب حزب الله والجامعات التابعة لها في العراق وسوريا.
وتلك الكتائب كتائب شيعية تشكل إحدى أكبر الميلشيات المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي وتتكون من جماعات مسلحة في العراق.
وساعد تدخل إيران في سوريا في إنشائها قوات الدفاع الوطني السورية، التي تتألف من عشرات الآلاف من الجنود من سوريا وإيران والعراق وأفغانستان وباكستان، الذين تم تدريبهم وتسليحهم إلى حد كبير من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وفي الجانب الأخر وتحديدا في تجاه البحر الأحمر توجد جماعة الحوثي في اليمن الموالية لإيران والتي يقدر عدد أفرادها بمئات الآلاف، وكذا فالجماعة مسلحة بشكل جيد ولديها قدرة على استخدام الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
وحاليا تشن جماعة الحوثي هجمات بحرية على سفن الشحن التابعة لإسرائيل وحلفائها منذ حرب لـ7 من أكتوبر في غزة، والتي أثرت بشكل كبير على التجارة العالمية ما دفع القوات الأمريكية والبريطانية للتصدي والدخول في المعركة ضد الميلشيات الحوثية.
أسوء سيناريو لدولة الاحتلال
كما شددت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أن أسوء سيناريو تخشاه دولة الاحتلال الصهيوني هو الهجوم الموحد، والمتمثل في إصدار القيادات الإيرانية أمر لكل القوات ببدء الهجوم في وقت واحد ضد دولة الاحتلال.
ومن شأن الهجوم الموحد أن يدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة على مختلف الجبهات خاصة وأنه منهك بشكل كبير من جرّاءِ الحرب ضد حماس في قطاع غزة المنكوب.
كما أن الضربات الصاروخية المنسقة من جانب هؤلاء اللاعبين، من شأنها أيضاً أن تشغل الدفاعات الجوية الإسرائيلية ــ وربما تزيد من فاعلية أي ضربة صاروخية بعيدة المدى من إيران ذاتها.
وأختتمت “ديلي ميل”، تقريرها بالتأكيد على أن طهران ستختار الحرب بالوكالة، خاصة وأن هذا الخيار سيضمن للسلطات الإيرانية عدم التدخل العسكري الأمريكي المحتمل ضد إيران.
كما لفتت إلى أن حرب الوكلاء سينفذ شكل محدود من الانتقام دون التورط في حرب مفتوحة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها الغربيين من الدول العظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة، إنها بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريبا هجوما على إسرائيل.
واشنطن على خط الصراع
وعقب التهديد الإيراني دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الصراع، وقال دفاعي أمريكي : “نحن نرسل موارد إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وتعزيز حماية القوات الأمريكية”.
وأوضح مسؤول الذي رفض ذكر أسمه حَسَبَ “العين الإخبارية” تتزايد المخاوف من الرد الإيراني الوشيك على دولة الاحتلال الإسرائيلي لافتا إلى انه يخشى أن يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع إقليمي.