حلم احتراف كرة القدمة، حلم جميل نجح البعض في تحقيقه والاستمتاع بسحر الساحرة المستديرة على المستطيل الأخضر غير أنه قلما من تمكن في تخليد أسمه في أرض الأبطال ليصبح أسطورة عبر العصور.
راؤول جونزاليس
من بين أساطير اللعبة نبرز قصة نجم إسبانيا الساحر راؤول جونزاليس الذي تحولت حياته من القاع إلى قمة المجد.
وُلد راؤول جونزاليس في 27 يونيو 1977 بحي شعبي في العاصمة الإسبانية مدريد؛ كان ينتمي لعائلة متواضعة، ووالده كان عاملًا بسيطًا لكنه من مشجعي أتلتيكو مدريد المتعصبين.
البدايات البسيطة
ومن سن صغيرة، كان راؤول يعشق الكرة، يلعبها في أزقة الحي وعلى الأرصفة، حافي القدمين أحيانًا، لا يملك إلا حلمه وإصراره.
بداية الطريق
بدأ راؤول مسيرته الكروية في أكاديمية أتلتيكو مدريد، لكن الحظ لم يبتسم له طويلًا… ففي قرار صادم، أغلق رئيس النادي الأكاديمية لأسباب مالية، كان ممكن ينتهي حلم الولد الصغير هناك… لكنه رفض الاستسلام.
وقتها، رآه كشافو ريال مدريد، وعرضوا عليه الانضمام لفريق الشباب، تردد والده في البداية لأنه كان مشجعًا لأتلتيكو… لكنه وافق في النهاية.
الصعود الصاروخي
في عمر 17 سنة فقط، صعد راؤول للفريق الأول لريال مدريد، وسجل أول أهدافه أمام أتليتيكو مدريد نفس النادي اللي كان والده بيشجعه، ومن يومها، أصبح أسطورة ملكية.
سنوات المجد
النجم الإسباني مع ريال مدريد 741 مباراة، سجل خلالها 323 هدفًا، وحصد 6 بطولات دوري إسباني، و3 ألقاب دوري أبطال أوروبا، وحمل شارة القيادة لسنوات، وأصبح الهداف التاريخي للنادي حتى تخطاه كريستيانو رونالدو.
أسلوبه وأخلاقه
راؤول كان رمزًا للوفاء والانتماء… لم يكن الأسرع ولا الأقوى جسديًا، لكنه كان الأذكى والأكثر إصرارًا، وهذا ما اجبر منافسيه قبل محبيه على احترامه حيث يُلقبونه في مدريد بـ”روح الفريق الملكي”.
نهاية المشوار
بعد مسيرة عظيمة مع الملكي، انتقل راؤول إلى شالكه الألماني وحقق معهم نجاحات، ثم اختتم مشواره في قطر مع السد، ونيويورك كوزموس في أمريكا.
حاليًا
راؤول الآن مدرب لفريق ريال مدريد كاستيا (الفريق الثاني لريال مدريد)، ينتظر اليوم الذي يقود فيه الفريق الأول… وكثيرون يرونه مدرب المستقبل للريال.
من القاع للقمة
قصة راؤول ملهمة لأي شاب… ففذا طفل البسيط الذي بدأ من حواري مدريد… وواجه الفقر، وخسر فرصته في نادي طفولته، لم يستسلم… بل أصبح واحدًا من أعظم أساطير كرة القدم في العالم.