حين أخبروني بوفاة أبي بكيت، لا أقصد البكاء العادي، كان هناك شيئًا في الداخل يحترق، صوتي اختفى، ضوء عيني انطفأ وشعرت وقتها أن البساط انسحب من تحت قدمي.
لا أستطيع النسيان ولن أنسى تلك اللحظة التي رأيت أبي في كفنه، شعرت برجفة هزت قاع قلبي كادت تفقدني الشعور، لا أتذكر من وحشة إحساسي يومها إلا أنني كنت أريد سؤاله للمرة الأخيرة:
ماذا أفعل !؟!
اليوم وبعد فترة من غيابه ما زلت أعيش على أثره، ظله المتروك لا زلت أسير تحته، سيرته الطيبة هي ما يرفع رأسي بين الناس في يومي..
أبي ليس شخصًا مات، بل عالم قد دُفن، ما زلت لا أصدق
فكرة غيابه من حين لآخر، وكلما استحسنني أحدهم ومدح خصلة أملكها أرغب في البكاء لأنها أثر أبي في روحي.
رحل بهدوء .. ولم يؤذي أحداً ، رحل والجميع يحبه ويدعو له ، رحل ، وعلى وجهه إبتسامه ، اللهم إرحم فقيدي ، و أغفر له وادخله الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب واجمعنا به بالجنة يارب العالمين، وإني قد اشتقتُ يالله أن أنادي ابي فيُجيبني.
يارب يا رحيم انزل رحمتك علي ابي كما كان هو فى الدنيا رحيماً واجعل السعادة التي غمر بها كل من حوله ترد له نعيما و سرورا ليس له أخر و اجعل قلبه الطيب ورحمته بمن حوله شفاعة له يوم الدين،تدخله بأذنك الجنة بغير حساب ولاعذاب،ولا يمس جسده النار ابداً يا الله ، اللـهـم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه،اللـهـم احشره مع المتقين إلي الرحمن وفداً ،اللـهـم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه انه اّمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك:”ولمن خاف مقام ربه جنتان
اللهم أبدل تراب قبره بالمسك والريحان وأبدل كفنه بحرير الجنان وأجعله أسعد السعداء كما اسعدني أنا وأخواتي يارب.