تكثف القاهرة من اتصالاتها الدبلوماسية منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، في مسعى جاد لخفض التصعيد واحتواء خطر اتساع رقعة النزاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالين هاتفيين بكل من مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووزير خارجية إيران، عباس عراقجي، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تقضي بتكثيف الجهود والاتصالات مع الأطراف المعنية، للحد من التصعيد العسكري في المنطقة.
ووفق ما نقلته “العين الإخبارية”، شدد عبد العاطي خلال الاتصالات على “ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لوقف إطلاق النار واحتواء الوضع المتصاعد، مع تغليب الحلول الدبلوماسية واستثمار القنوات السياسية المفتوحة لمنع تفجر الأوضاع على نطاق واسع يهدد استقرار الشرق الأوسط بأسره”.
كما أكد الوزير المصري على “أهمية العمل المشترك لتجنب اتساع دائرة الصراع، بما ينذر بفوضى إقليمية لن يكون أي طرف بمنأى عن تداعياتها”، مشددًا على ضرورة استنفاد كافة المسارات الدبلوماسية والسياسية للتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكانت إسرائيل قد شنّت، فجر الجمعة الماضية، هجومًا واسع النطاق استهدف أكثر من 200 موقع عسكري ونووي داخل الأراضي الإيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين.
وردّت إيران بإطلاق موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، في تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجانبين.
وفي خضم هذا التوتر المتزايد، تصاعدت التكهنات حول احتمالية انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في المواجهة؛ إذ نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، يوم الثلاثاء، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس بجدية شن ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وفي مقدمتها منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدّثوا للموقع ذاته، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا يزالان يعتقدان أن ترامب قد يُقدم خلال الأيام المقبلة على الانضمام إلى العمليات العسكرية ضد إيران.
يُذكر أن الولايات المتحدة اكتفت حتى الآن بتقديم الدعم الدفاعي لإسرائيل في التصدي لهجمات إيران الصاروخية، دون المشاركة في أي عمليات هجومية.