شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة، مساء الثلاثاء الموافق 13 مايو/أيار 2025، مراسم رفع كسوة الكعبة المشرفة على مسافة تقدر بـ ثلاثة أمتار، وذلك عقب صلاة العشاء، في طقس سنوي روحاني يعكس قدسية الزمان والمكان، ضمن الاستعدادات المتبعة لاستقبال موسم الحج.
مجمع الملك عبد العزيز
وقد نُفذت عملية الرفع بدقة فائقة تحت إشراف الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، وبمشاركة فريق فني متخصص من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، في مشهد مهيب تابعته أنظار الزوار والمعتمرين.
تفاصيل فنية
أوضح متحف الحرم المكي عبر منشور رسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن رفع الكسوة يتم من الجهات الأربع للكعبة، ويتم تغطية الجزء المرفوع بإزار قطني أبيض يبلغ عرضه قرابة مترين، في تقليد إسلامي عريق يشير إلى اقتراب موسم الحج.
ويعود هذا الطقس إلى بدايات التاريخ الإسلامي، حيث كان اللون الأبيض يُستخدم كرمز مرئي للحجيج في ظل غياب الوسائل الإعلامية الحديثة.
إحرام الكعبة
يُعرف هذا الإجراء السنوي باسم “إحرام الكعبة”، إذ يتم خلاله رفع الستار الأسود المصنوع من الحرير الفاخر الموشى بآيات قرآنية مطرزة بخيوط الذهب والفضة، وطَيّه بعناية إلى الأعلى، ليُكشف عن جزء من البناء الحجري للكعبة، في مشهد يعبّر عن الارتباط الرمزي بين الكعبة وشعيرة الإحرام.
ولا يقتصر هذا الإجراء على رمزيته الروحية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى حماية الكسوة من التلف أو التمزق نتيجة الزحام الشديد حول الكعبة خلال الأيام التي تسبق يوم الوقوف بعرفة.
موعد تبديل الكسوة
يمثل رفع الكسوة أيضًا تمهيدًا لحدث بالغ الأهمية، إذ تُبدّل كسوة الكعبة بالكامل في التاسع من شهر ذي الحِجَّة من كل عام، بالتزامن مع وقوف الحجيج في عرفة، وَسْط متابعة ملايين المسلمين حول العالم الذين يشهدون هذا المشهد الإيماني العظيم.
مراسم رفع الكسوة تظل من اللحظات الخالدة التي تُذكّرنا بعظمة الشعائر وعمق الرمزية، حيث تلتقي التفاصيل الفنية بالدلالات الروحية في أقدس بقاع الأرض.