عاشت البشرية فترات قاسية على مدار تاريخها الممتد غير أن فترة الحرب العالمية الثانية كانت تعد واحدة من أقصى تلك الفترات، ففي تلك الحقبة الزمنية أوشك البشر على الفَنَاء تحت ظل الآلات العسكرية الحديثة.
وخلال حرب السلطة والسيطرة برزت العديد من الأسلحة الفتاكة التي كادت أن تتسبب في الفَنَاء ومن ضمن تلك الأسلحة “السنونو” معجزة ألمانيا الطائرة التي لما يسعفها الحظ لإنقاذ برلين.
بدأت القصة حَسَبَ “العين الإخبارية”، مع المقاتلة ميسرشميدت مي262 الشهيرة بـ(السنونو) التي بدأ تطويرها في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين قبل دخول ألمانيا الحرب ضد قوات الحلفاء.
غير أن ما تسبب في هزيمة ألمانيا النازية في ذلك الوقت أن إنتاج “السنونو” استغرق وقتا طويلا بسبب تعقيدها، حيث لم تكن المقاتلة الرهيبة في ذلك الوقت جاهزة للقتال حتى أبريل 1944، أي قبل عام واحد فقط من سقوط برلين.
وأنتجت ألمانيا النازية من “السنونو” أكثر من 1400 طائرة وفقا لمجلة مليتري ووتش، ومن مفاجآت تلك الحقبة أن الطائرة الألمانية الخارقة في هذا التوقيت تركت أنطباعا قويا عند الأعداء.
فقد حظيت السنونو بتسليح ثقيل وأداء متفوق مقارنة بمنافسيها، حيث كشفت التقديرات المتحفظة إلى أن الطائرة مي 262 أسقطت نحو 550 طائرة من طائرات الحلفاء، على الرغْم إشارة بعض التقديرات إلى أرقام أعلى.
فيما أعتمد الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة تكتيكات خبيثة مثل قصف مدارج الطائرات لمنع السنونو من تمزيقهم في الجو.
أمام تلك التكتيات اضطرت القوات النازية لتوزيع عملية إنتاج طائرات “السنونو” وقطع الغيار والمحركات من خلال نشرها في مصانع صغيرة وفي الغابات حتى تحت الأرض.
ما ذاد في صعوبة الأمر أن النظام النادي الذي كان يحكم ألمانيا في هذا الوقت استخدم النظام النازي العمل القسري -السخرة- لإنتاج الطائرات.
ومع كل تلك الصعوبات لم تتمكن ألمانيا من إنتاج العدد الكافي من السنونو التي دخلت الحرب متأخرة بالأساس حتى هزمت، على الرغم من تفوقها الكاسح في هذا الوقت.