في عالم الفلك، لا يرى علماء الفلك الراديوي ما تراه العين المجردة، فعبر استخدام تلسكوبات تسجل إشارات الراديو بدلاً من الضوء، يكشف الباحثون عن دوائر غامضة وعوالم جديدة غير مرئية من قبل.
ويكشف مقال نشره في 3 مارس الجاري، أربعة من علماء الفلك الراديوي في موقع “ذا كونفرسيشن”، قيمة هذه التلسكوبات، مثل “مصفوفة أستراليا باثفايندر” (ASKAP) و”ميركات” في جنوب أفريقيا، حيث تكشف عن أجسام كونية باهتة لم ترصد من قبل.
وقالوا إن “حساسية هذه التلسكوبات تجعلها تكشف عن “كون ذي سطوع سطحي منخفض”، مكون من مصادر راديوية ضعيفة ذات خصائص فيزيائية فريدة”.
وأشاروا في هذا الإطار إلى نجاح برنامج “خريطة تطور الكون” (EMU)، الذي يستخدم تلسكوب” مصفوفة أستراليا باثفايندر “، في رسم خريطة جديدة ومفصلة للسماء الجنوبية، التي ستُستخدم لعقود قادمة.
وهذه الخريطة تقدم رؤى جديدة حول أجسام كونية نادرة، مثل النجوم التي تقترب من نهاية دورة حياتها، وانفجارات المستعرات العظمى.
ومن بين الاكتشافات البارزة، رصد بقايا مستعرات عظمى مثل “تيليوس”، الذي يتميز بشكله الدائري المثالي تقريباً، مما يتيح للعلماء فرصة لفهم الانفجارات النجمية بشكل أعمق.
كما ساهمت البيانات الجديدة في إعادة تصنيف بعض الأجسام الكونية المعروفة، مثل سديم”لاغوتيس”، حيث كشفت التلسكوبات عن سحب جديدة من الهيدروجين المتأين.
والتلسكوبات الراديوية الجديدة لا تقتصر اكتشافاتها على مجرتنا فقط، بل امتدت لتشمل مجرات أخرى، مما يكشف عن حلقات راديوية غامضة تُعد من بين أكثر الأجسام الكونية غموضاً.
وفي ظل تطور هذه الأدوات العلمية، يقول العلماء إنه “تتزايد الآمال في فهم الكون الخفي بشكل أوسع، مع استمرار برنامج (خريطة تطور الكون)، الذي ما زال في مراحله الأولية”.