تعيش الأرض في فضاء الكون الفسيح وَسْط نظام معقد حيث تتجول في الفضاء أجسام غريبة تسمى “الأجسام ذات الكتلة الكوكبية الحرة”، وهي ضخمة بحوالي 13 ضعف حجم كوكب المشتري، لكنها لا ترتبط بأي نجم.
وتلك الأجسام ذات الكتلة الكوكبية الحرة، التي يطلع عليها مصطلح “الأجسام الفضائية اللقيطة هي الأجسام التي تتحرك في الفضاء دون أن تكون جزءًا من نظام كوكبي محدد أو مرتبطة بجاذبية نجم معين لفترة طويلة؛ يمكن أن تشمل هذه الأجسام:
الكواكب اليتيمة (الكواكب بين النجوم): وهي كواكب لا تدور حول نجم، بل تسبح بحرية في المجرة بعد أن طُردت من أنظمتها الأصلية بسبب اضطرابات جاذبية أو تصادمات كونية.
المذنبات والكويكبات الشاردة: وهي أجسام صغيرة قد تكون انفصلت عن أنظمة أخرى بسبب تأثيرات جاذبية أو اصطدامات، مما جعلها تتحرك في الفضاء بين النجوم.
حطام فضائي طبيعي: يتضمن الصخور الفضائية التي قد تكون بقايا تصادمات كونية أو أجزاء من كواكب مدمرة، وتتحرك في الفضاء دون وجهة محددة.
الأجرام القادمة من خارج النظام الشمسي: مثل الكويكب ʻOumuamua الذي تم رصده في 2017، ويُعتقد أنه جاء من نظام نجمي آخر قبل أن يعبر نظامنا الشمسي.
بدأت قصة الأجسام الفضائية اللقطية منذ عصور بعيد غير أنه عام 2023، مثل تقدم جبار للعلماء، عندما اكتشف العلماء 40 زوجا من هذه الأجسام في سديم الجبار، وهي تُعرف باسم “أجسام المشتري الثنائية الضخمة” (JuMBOs)، مما زاد من الغموض حول كيفية تشكلها.
وهذه الأجسام محيرة لأنها أكبر من الكواكب لكن أصغر من النجوم، ولا توجد طريقة واضحة لتحديد ما إذا كانت تتشكل مثل النجوم أم الكواكب، لكن فريق بحثي صيني يزعم في دراسة نشرتها دورية “ساينس أدفانسيس” أنه وضع يده على كيفية تشكل تلك الأجسام.
وفي ذلك الصدد يقول البورفيسور “دينج هونجبينج” من مرصد شنغهاي الفلكي: “محاكاتنا أظهرت أنها قد تتشكل بطريقة مختلفة تماما، تتعلق بالتفاعلات العنيفة بين الأقراص الغازية المحيطة بالنجوم الفتية”.
وفي السابق، كان يُعتقد أن هذه الأجسام قد تكون كواكب تائهة طُردت من أنظمتها النجمية بسبب تفاعلات جاذبية قوية، لكن وجودها في أزواج جعل من هذا التفسير غير منطقي، حيث يصعب شرح كيف يمكن لكوكب أن يُطرد من نظامه بينما يبقى مع شريكه الثنائي.
وبدلاً من ذلك، تشير الأبحاث الجديدة للفريق الصيني إلى أن هذه الأجسام قد تتشكل نتيجة تصادمات بين الأقراص الغازية حول النجوم الفتية، فعندما تصطدم هذه الأقراص بسرعات هائلة، يمكن أن تتشكل جسور غازية كثيفة تنقسم إلى “بذور” تشكل أجساما كوكبية، وهذا ما يفسر وجود العديد من “أجسام المشتري الثنائية الضخمة” في الكون.
هذه الاكتشافات تشير إلى أن الأجسام الكوكبية ذات الكتلة الحرة قد تكون فئة جديدة تماما من الأجسام الفضائية، تتشكل ليس من خلال عمليات تكون النجوم أو بناء الكواكب التقليدية، ولكن من خلال الاصطدامات الفوضوية بين الأقراص الغازية.
وتثير هذه الأجسام اهتمام العلماء لأنها قد تحمل أدلة على تكوين الأنظمة النجمية الأخرى، ويمكن أن تساهم في فهمنا لمكونات الكون والتفاعلات الجاذبية بين الأجرام السماوية