أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أن الوضع الدُّوَليّ يشهد تغيّرات متسارعة وخطيرة، مشيرًا إلى أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تتدهور بشكل حاد، في ظل تصاعد التدخلات الخارجية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده بوتين مع خريجي الجامعات العسكرية الروسية، حيث قال: “يشهد الوضع الدُّوَليّ الراهن تغيرات ديناميكية متلاحقة. نرى كيف يتدهور الوضع في الشرق الأوسط بصورة خطيرة، وَسْط تدخل قُوَى غير إقليمية في مجرى الصراع، ما يدفع العالم بأسره نحو نقطة شديدة الخطورة”.
انتقادات للسياسات الغربية
وأضاف الرئيس الروسي بحسب “سبوتنك”، أن بعض الساسة في الدول الغربية لا يزالون يواصلون خططهم الرامية إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مؤكدًا أن التاريخ لم يُعلّمهم شيئًا.
وأعرب بوتين عن قلقه حيال استمرار تلك الدول في دعم نظام كييف، عبر إرسال الأسلحة والأموال والمساعدات العسكرية والتقنية والاستخباراتية، واصفًا ذلك بأنه مشاركة مباشرة في النزاع.
انتقادات لحلف الناتو
وفي سياق حديثه عن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قال بوتين: “نعلم أن قمة الناتو المقبلة ستشهد الإعلان عن بدء برنامج واسع النطاق لتعزيز قدرات الحلف العسكرية. لتحقيق ذلك، سترتفع الميزانيات الدفاعية لدول الحلف، علمًا بأنها تنفق في الأصل على أغراض عسكرية أكثر مما تنفقه بقية دول العالم مجتمعة”.
واتهم بوتين الغرب باختلاق ما وصفه بـ”قصة الرعب” حول تهديد روسي محتمل، بهدف تخويف شعوبهم وتبرير سياسات العسكرة، قائلًا: “لقد اختلقوا هذه القصة المرعبة بأنفسهم، ويروجون لها عامًا بعد عام لخداع شعوبهم وجني الأموال منهم”.
ثالوث الردع النووي
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو ستولي اهتمامًا خاصًا بتطوير ثالوثها النووي، مشيرًا إلى أنه سيتم تعزيز الأسطول الروسي بسفن وغواصات جديدة مزودة بأسلحة دقيقة وحديثة.
وأوضح بوتين أن عملية التحديث التقني للجيش والبحرية ستظل أولوية قصوى، مضيفًا: “علينا أن نواصل العمل المشترك لتطوير القوات المسلحة، وزيادة فعالية جميع الهياكل المسؤولة عن أمن البلاد. أثق أنكم ستؤدون واجباتكم بمسؤولية وإخلاص”.
منظومات صاروخية
وأشار الرئيس الروسي إلى أن منظومة “أوريشنيك” الصاروخية متوسطة المدى أثبتت كفاءتها العالية في ظروف القتال الميداني، معلنًا عن بدء الإنتاج المتسلسل لها.
كما أعلن بوتين عن تسليم أنظمة “يارس” الحديثة لقوات الصواريخ الاستراتيجية، وتجديد المكوّن الجوي للقوات النووية الاستراتيجية بطائرات “تو-160إم” الجديدة هذا العام.
زعزعة الاستقرار العالمي
وفي وقت سابق من اليوم، صرّح الرئيس الروسي بأن محاولات الدول الغربية منع إقامة نظام عالمي عادل أدت إلى زعزعة الاستقرار الدُّوَليّ، معتبرًا أن تصعيد التوتر في الشرق الأوسط أحد أبرز مظاهر هذا الاضطراب المتسارع.
من جانبه، وصف خبير سياسي الموقف الروسي بأنه متوازن وعقلاني، محذرًا من أن تصعيد المواجهات على الأرض قد يؤدي إلى إشعال المنطقة بالكامل.