في تصعيد جديد شنت القوات الروسية غارات على أوكرانيا صباح اليوم السبت 8 ديسمبر 2025، ما تسبب في مقتل 12 شخصًا على الأقل؛ بينما أكد المحللون أن غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديد التقارب بين واشنطن وموسكو هو الأخطر؛ على مستقبل إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
بدأت القصة بغارات من موسكو على كييف شرق أوكرانيا تسببت في مقتل 12 شخص استهدفت منشأت الطاقة في تطور يأتي عقب هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات.
ففي الساعات الأولى من صباح السبت، شنت روسيا ضربتها في وقت حساس قبل أيام من مباحثات يجريها وفدان أمريكي وأوكراني في المملكة العربية السعودية، سعيًا للتوصل إلى هدنة في الحرب بين كييف وموسكو.
وفي مساء الجمعة، حذّر ترامب من أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا واصلت قصف أوكرانيا ورفضت إحلال السلام، بينما بدأت واشنطن مباحثات مع موسكو لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ورغم ذلك، استهدفت ضربات روسية مناطق في شرق أوكرانيا ليلًا، خصوصًا مدينة دوبروبيليا في منطقة دونيتسك.
وأوردت خدمات الإسعاف عبر تليجرام حَسَبَ “العين الإخبارية: “خلال الليل، قصف الروس وَسْط دوبروبيليا. قُتل 11 شخصًا على الأقل وأُصيب 30 بجروح، وتضررت 8 مبانٍ”.
وفي منطقة خاركيف، في شرق أوكرانيا أيضًا، أفاد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أوليج سينوجوبوف بأن طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا أصابت منشأة مدنية في مدينة بوجودوخيف.
وقال عبر “تليجرام”: “للأسف، قُتل شخص وتم انتشال جثته المتفحمة من بين الأنقاض… وأُصيب سبعة آخرون بجروح”.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 31 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال ليل الجمعة-السبت.
واستهدف هجوم بالطيران المسيّر مصفاة كيريشي في منطقة لينينجراد، حَسَبَ ما أفاد حاكم المنطقة ألكسندر دروجدنكو.
وأوضح أن “قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة في أثناء اقترابها ودمّرت أخرى فوق أرض المنشأة. وتضرّر الهيكل الخارجي لأحد الخزانات بسبب الحطام”.
شنّت روسيا، الجمعة، هجومًا على أوكرانيا بالصواريخ والمسيّرات استهدف بنى تحتية للطاقة، ما استدعى ردّ فعل حادًا من الرئيس الأمريكي.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” يقول: “نظرًا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليًا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق، وضرائب ورسوم جمركية عليها، إلى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق تسوية نهائي بشأن السلام”.
لكن في موازاة ذلك، حجبت واشنطن مؤقتًا عن أوكرانيا لقطات أقمارها الاصطناعية، وفق ما أعلن، الجمعة، متحدث باسم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف قد أعلن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة “أوقفت” تبادل المعلومات الاستخبارية مع كييف.
وبالنسبة للجيش الأوكراني، يوازي الدعم الاستخباري الأمريكي بأهميته العتاد العسكري الذي يتم إمداده به في إطار التصدي للقوات الروسية.
ويأتي وقف الدعم الاستخباري لأوكرانيا بعد تعليق إدارة ترامب تسليم مساعدات عسكرية أمريكية لكييف، إثر المشادة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
في ظل التبديل الجذري في السياسة الأمريكية حيال أوكرانيا، قال ترامب إنه يجد التعامل مع روسيا أسهل في إطار الجهود الرامية لإيجاد تسوية للنزاع، مبديا ثقته بأن بوتين “يريد وضع حدّ للحرب”.
وقال: “أصدّقه. بصراحة، أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة، فهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل”.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعد اتصال مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، على أن ترامب “مصمّم على إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، ويؤكد على ضرورة أن تتخذ كل الأطراف إجراءات لضمان سلام مستدام”، حَسَبَ ما أفادت المتحدثة باسم وزارته، الجمعة.
من جهته، أكّد سيبيغا أن بلاده “تريد انتهاء الحرب، والحسّ القيادي للولايات المتحدة أساسي للتوصّل إلى سلام دائم”.
في ظل التوتر الراهن في العَلاقة مع الولايات المتحدة، كرر زيلينسكي دعوته إلى هدنة في الجو والبحر، ورأى في الضربات الروسية، الجمعة، دليلًا جديدًا على عدم استعداد موسكو لمسار السلام.
ويزور زيلينسكي، الإثنين، السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبيل لقاء من المقرر أن يُعقد الأسبوع المقبل في مدينة جَدَّة، بين وفد أمريكي وآخر أوكراني.
ويرمي الاجتماع إلى تحديد “إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار”، حَسَبَ الموفد الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وفي مواجهة وقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، أعطى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الذين اجتمعوا في بروكسل، الخميس، في قمة استثنائية بشأن أوكرانيا، الضوء الأخضر لخطة “إعادة تسليح أوروبا“، التي تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو، وتؤكّد “ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير”.