كشف وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم أهمية الأنهار العابرة للحدود التي تمثل 60% من تدفقات المياه العذبة العالمية، التي تمثل شريان الحياة على كوكب الأرض.
المياه ضرورية للحياة
وقال “سويلم”، في الجَلسة العامة “إدارة المياه العابرة للحدود من أجل التنمية المستدامة”، إن المياه ضرورية للحياة، ولديها قدرة فريدة على ربطنا معا متجاوزة الانقسامات السياسية والثقافية والاقتصادية.
ثلاثة مليارات
وأكد وزير الري، أن الأنهار العابرة للحدود تخدم أكثر من ثلاثة مليارات شخص يمثلون 37% من سكان العالم، وهذا ما يبرز الحاجة الملحة إلى إدارة فعالة للمياه العابرة للحدود لتخفيف الفقر، وتعزيز الصحة، والمساواة بين الجنسين، والوصول إلى الطاقة النظيفة، وحماية النظم البيئية.
الأمم المتحدة
أضاف سويلم أن تقرير حديث من الأمم المتحدة حول التعاون في المياه العابرة للحدود أكد أن نسبة التعاون في المياه العابرة للحدود حول العالم تصل إلى 59% فقط، وهو ما يكشف أن العديد من أحواض المياه العابرة للحدود تفتقر إلى التعاون الفعال، مما يبرز الحاجة الملحة لمزيد من الالتزام السياسي والعمل.
الإدارة العادلة للموارد المائية
وتحدث وزير الموارد المائية والري، إلى أهمية تعزيز التعاون العابر للحدود بشكل فعال وضمان الإدارة المستدامة والعادلة للموارد المائية المشتركة.
القانون الدَّوْليّ للمياه
وأشار الوزير إلى أنه من الواجب وضع اتفاقيات تلتزم بالمبادئ الأساسية للقانون الدُّوَليّ للمياه، وهى الاستخدام العادل والمنصف، والالتزام بعدم التسبب في الضرر، والإخطار المسبق والتشاور بين الدول المتشاطئة.
إدارة الموارد المستدامة
ومن الضروري أيضاً أن يكون ذلك بطريقة شمولية بما يعنى تمثيل كافة دول الحوض، حيث إن وجود رؤية مشتركة والتزام بإدارة الموارد المستدامة أمر ضروري.
المياه الزرقاء و الخضراء
وأكد سويلم انه يجب أن تُعتبر الأحواض المائية المشتركة أنظمة متكاملة، مع النظر إليها بصورة متكاملة وهو ما يعنى تضمينها للمياه الزرقاء و الخضراء، ولضمان الإدارة المستدامة، يجب على الدول المتشاطئة أن تعطي الأولوية للاستخدام الفعال لموارد المياه المتجددة، بما في ذلك المياه الخضراء والزرقاء، وتقليل التأثيرات السلبية في دول المصب.
أحواض الأنهار الدولية
أضاف سويلم أن الأدلة التاريخية تؤكد أن التوصل إلى اتفاقيات بشأن المياه المشتركة غالبًا ما يتطلب مفاوضات طويلة وشاملة تشتمل على توافق جميع الدول، مثل الأمثلة الناجحة على اتفاقيات أحواض الأنهار الدولية.
حوض نهر السنغال
وضرب وزير الري الأمثلة في منظمة تنمية حوض نهر السنغال (OMVS) واللجنة المائية لنهر زامبيزي (ZAMCOM) واللجنة الدولية لحماية نهر الراين (ICPR)، قوة التعاون والتنمية المستدامة.
مبادرة حوض النيل
وأكد سويلم على أن تعزيز التعاون العابر للحدود هو ركيزة أساسية في سياسة مصر المائية، حيث لعبت مصر دورًا في تأسيس مبادرة حوض النيل (NBI) في عام 1999، ولكن مصر علقت مشاركتها في الأنشطة الفنية لمبادرة حوض النيل في عام 2010 بسبب الانتهاك لقواعد وآلية اتخاذ القرار والتي تعتمد على الإجماع، ونؤكد على أهمية العودة إلى المبادئ التعاونية التي أنشأت على أساسها المبادرة، كما نؤكد على رفضنا القاطع للإجراءات غير التعاونية والأحادية والمتمثلة في إنشاء السد الأثيوبي دون الالتزام بتطبيق قواعد القانون الدُّوَليّ وتجاهل المبادئ الأساسية للتعاون – خاصة مبدأ التشاور وإجراء دراسات تقييم الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي – وهو ما قد يتسبب في حدوث أضرار جسيمة.
التعاون بدلا من الصراع
وأضاف أنه في أوقات الندرة، تمتلك المياه القدرة على توحيد الأمم من خلال التعاون القائم على المصالح المشتركة والانتفاع المتبادل، داعيا للالتزام بتعزيز التعاون في إدارة المياه العابرة للحدود، مع إعطاء الأولوية للتعاون بين الدول بدلا من الصراع، وتحويل التحديات إلى فرص لمستقبل واعد ومزدهر.