تتناول سلسلة “كنوز مصر” هبه الله لأرض مصر الكثير من الخيرات وطبيعة جغرافيه متنوعة جعل من مصر أرض مليئة بالخيرات ومهما حاولنا الالمام بها او حصرها فلا نستطيع، ومع قيادة سياسية واعية وشعب أصبح مدرك لتلك الكنوز أصبح من السهل استغلال هذه الكنوز، فقد اشتهرت مصر بثلاثة أحجار كريمة منها الزبرجد والفيروز والزمرد.
ويأتي حديثنا اليوم عن “الزمرد” وهو أحد أهم تلك الأحجار خلال لقاء مع دكتور علي بركات الخبير الجيولوجي ورئيس مجلس أدارة شركة السكري لمناجم الذهب سابقا.
حوار/ أميرة عمارة
في البدايه ما هو “الزمرد”؟
الزمرد المصري الحجر الكريم ذائع الصيت حجر الملكة كليوباترا أم حجر الحكيم بتاح حتب فلا توزن الأحجار الكريمة بالأطنان بل بالقيراط والقيراط يعادل وزن خمس جرام (1/5 من الجرام)، وقد يكون قيراطا واحدا من حجر كريم، أغلى وأثمن من أطنان من معادن أخرى ، ومن ثم فإن أستكشاف واستغلال الأحجار الكريمة يعد هدفا قوميا. كما أن بعض الأحجار الكريمة مثل الزمرد يعد من المعادن الاستراتيجية، وذلك لوجود عنصر البيريليوم في تركيبه الكيميائي.
ما هي استخدامات الزمرد؟
عنصر البيريليوم الذى يدخل في تركيبه الكيميائي يدخل هذا العنصر في السبائك الفائقة المتانة التي تصنع منها هياكل الطائرات والصواريخ ،كما أنه يدخل في أجهزة حفظ توازن الأقمار الصناعية نظرا لضآلة أو انعدام معامل تمدده الحراري بالإضافة إلى استخدامه في المفاعلات النووية بغرض التحكم في سرعه النيوترونات.
ولا يتصور أحد أن تكتشف مناجم للأحجار الكريمة بها ملايين الأطنان من تلك الأحجار فهذا يجافي الطبيعة التي تكشف عن الأحجار الكريمة بقدر، وهذا ما يتماشى مع وصفها بإنها أحجار كريمة من بين صفاتها أنها نادرة في الطبيعة، ولو وجدت بكميات كبيرة لفقدت ميزة من مميزاتها ألا وهي الندرة، ولم تلق الاهتمام والأقبال من الناس ، وعلى استخراج وتصنيع وتجارة الأحجار الكريمة تقوم أقتصاديات بلدان مثل سريلانكـا (سيلان) والهند والبرازيل حيث تعد الأحجار الكريمـة من ركائز اقتصادياتها.
ومن الطريف أن دولة مثل بلجيكـا لا توجد ضمن ثرواتها الطبيعية الأحجار الكريمة، لكنها أقامت منشآت لتشكيل وصقل وتلميع الأحجار الكريمة، خاصة الألماس لتصبح من ضمن أكبر المراكز العالميـة لتجارة وتصنيع الأحجار الكريمـة ولا سيمـا الماس.
هل يوجد أنواع من الزمرد؟
الزمرد حجر كريم عالى القيمة المادية، وكانت ولا تزال إقتصاديات بلدان عديدة قديما وحديثا تعتمد إعتمادا كبيرا على استخراجه من مناجمه وتشكيلة وصقله والاتجار فيه، والزمرد هـو النوع الأخضر الشفاف من معادن البيريل ويتكون الزمرد مثل البيريل كيميائيا من سيليكات الألومنيوم والبيريليوم وتتراوح صلادته من 5ر7 – 8 حسب مقياس موهس للصلادة وتتميز بلوراته بأنهـا طولية وذات شكل منشوري وتنتمي إلى فصيلة السداسي، حيث تتكون من ستـة أوجه. ولا يقتصر لون الزمرد على اللون الأخضر فقط، بل يوجد بألوان أخرى لا تختلف عنه إلا في شيء واحد هو اللون الذي يرجع في الغالب إلى وجود نسبة ضئيلة من أيونات العناصر التي تكسبه ألوانـا بعينهـا.
ومن أصناف الزمرد الأخرى الأكوامارين وهو النوع الأزرق السماوي من الزمرد، وكذلك الهليودور الذي يعرف أحيانـا بالزمرد الذهبي إذ يتراوح لونه ما بين الأصفر والبنى الذي يميل للإخضرار.
ما الأماكن التي يتواجد بها الزمرد في مصر؟
يوجد الزمرد بمصر في عدد من المواقع بالصحراء الشرقية، ويمتاز الزمرد المصرى بلونه الأخضر الفاتح، ويوجد الزمرد المصري غالبا على هيئة بلورات سداسية الشكل شفافة غالبا ما توجد بها تصدعات أو تشققات عديدة تحول دون الحصول منها على بلورات كبيرة الحجم نسبيا.
ماذا عن أصل تسمية الزمرد؟
اختلف الباحثون والمؤرخون حول أصل تسمية زمرد، إذ يرى البعض أن تسمية الزمرد مشتقة من تسمية “سمرجدوس” التى تعود لإصول هندو-فارسية، حيث ترجمها اليونانيون القدماء “سمارجدوس” والتي تعني الحجر الأخضر، ثم شاعت بعد ذلك واشتقت منها التسمية العربية زمرد ، ثم أطلق على الزمرد في اللغة الفرنسية اسم إيسمرود، وإيمرولد في اللغة الإنجليزية.
هل الزمرد حجر كليوباترا أم حجر بتاح حتب؟
يرى البعض أن الزمرد حجر كليوباترا حيث أهتمت به وبمناجمه لدرجة أن بعض الباحثين يطلقون تسمية منجم كليوباترا على أهم مواقع أستخراج الزمرد المصري وهي منطقة “زبارا” في الصحراء الشرقية، ومن الأنسب أن يطلق على الزمرد حجر الحكيم المصري القديم “بتاح حتب” حجر ملوك مصر القديمة بداية من الدولة المصرية القديمة، إذ يقول الحكيم المصري القديم بتاح حتب ضمن وصاياه النفيسة التي خلدها التاريخ موصيا أبنه الذي كان يؤهله ليخلفه من بعده مستشارا للملك: “لا تكن متكبراً بسبب معرفتك الكثير من العلوم، ولا تكن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم شاور الجاهل والعاقل، لأن نهاية الحكمة لا يمكن الوصول إليها، فالكلام الحكيم نادر ندرة الحجر الأخضر الثمين، ومع ذلك فإنه يوجد أحيانا في حديث السيدات العاملات في طحن الغلال بين أحجار الرحى”.. فما هو الحجر الأخضر الثمين النادر الذي استشهد بسموه ورفعته، الحكيم المصري بتاح حتب، وربط بين ندرته وندرة الكلام الحكيم الطيب؟!.. قد يختلف البعض حول طبيعة الحجر الأخضر النادر الواردة في وصايا الحكيم المصري بتاح حتب: هل هو المالاكيت الأخضر، أم حجر آخر يمتاز بلونه الأخضر؟! ولم يخطر ببال الكثير منهم أن بتاح حتب كان يقصد الزمرد المصري وذلك أن الدراسات الأركيوجيولجية متعثرة في خطواتها نحو وضع تاريخ حقيقي لعمليات تعدين الزمرد من مناجم مصر المنتشرة في جنوب غرب منطقة مرسى علم ،إذ اعتمادا على ما هو مكتشف حتى تاريخه من مجوهرات ضمن ما تركه قدماء المصريين لم يتعرف باحث على وجود الزمرد المصري في مقتنيات ملوك مصر القديمة قبل العصر البطلمي.
ما هو أصل الزمرد في مصر؟
اعتبرت الدراسات التى تعنى بتاريخ التعدين في مصر والعالم، أن مناجم الزمرد المصرية فتحت خلال العصر البطلمي (حوالى 330 قبل الميلاد) ولم تفتح قبل ذلك وهذا البيانات رغم وجاهتها لا يمكن بحال من الأحوال الركون إليها واعتبارها صحيحة بصورة مطلقة.
فعدم العثور أو التعرف على جواهر الزمرد ضمن مجوهرات ملوك مصر القديمة قبل العصر البطلمي، لا يعنى بالضرورة أن قدماء المصرين في عصور موغلة في القدم قد استخرجوا هذا الجوهر الثمين واستعملوه في أغراض الزينة والحلى، لكن عدم التعرف على وجوده ضمن ما تركوا من مقتنيات قد يرجع لأمرين: الأول أن هذه المقتنيات المشكلة من الزمرد قد ضاعت ضمن ما ضاع ونهب من مقابر ملوك مصر القديمة، وهذا يغلظ من جريمة نبش مقتنيات قدماء المصريين، والاعتداء على تراثهم، الأمر الذي يقود حتما لفجوات تاريخيه تعطى الفرصة للأمم الضالة تاريخيا أن تجد ما تقوله من أضاليل تاريخية، أما الأمر الثاني، فهو أن الزمرد موجود ضمن بعض مقتنيات قدماء المصريين ولم يتعرف عليه أحد حتى تاريخه.
وقد يسأل البعض: هل يعقل أن الدراسات الأركيوجيولوجية لم تغطى هذا الموضوع حتى تاريخه رغم تقدمها الكبير؟ والرد على ذلك نعم! والدليل على ذلك أنه عندما أكتشف هوارد كارتر في عام 1922م مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون (1334 ق.م إلى 1325 ق.م.) كان ضمن مقتنيات الملك فصوص مشكلة من معدن أخضر زبرجدي، تم تعريفها وتسجيلها علميا على أنها نوع من الكالسيدونى وهو معدن منخفض القيمة المادية والتاريخية، إذ يوجد في الكثيرمن المناطق، ولا يمثل العثور عليه في مكان ما قيمة جيولوجية كبيرة. وظلت هذه البيانات متداولة بين الباحثين حتى عام 1998 حينما تمكن فريق من الباحثين إعادة دراسة هذه الفصوص وتوصلوا إلى أنها مشكلة من نوع نادر جدا من الزجاج الطبيعي (زجاج السيلكا المصري) لا تتوافر إلا في أقصى جنوب غرب مصر على الحدود الساسية بين مصر وليبيا، وأن هذه المادة نشأت من ارتطام مذنب بصخور القشرة الأرضية التى تشكل هذا الجزء من الأراضي المصرية.
ومن ثم فإن القول بأن الحكيم المصري بتاح حتب (الذي عاش حوالي 2375 – 2350 قبل الميلاد) كان يقصد الزمرد بالحجر الأخضر الثمين النادر الذي شبه به الكلام الحكيم الطيب يصبح قولا علميا وجيها إذ لا يعقل أن يهتم قدماء المصريين بالمعادن التى توجد في أماكن بعيدة ويستعملوها في مجوهراتهم، ولا يتعرفوا على جوهر ثمين توجد مواقعه أمام أعينهم وتحت أقدامهم، التى جابت مواقع الذهب المحيطة بمواقع تواجد هذا الجوهر الثمين.
ماذا عن مناجم كليوباترا للزمرد؟
أضاف د.بركات يرى أغلب المؤرخين أن الملكة كليوباترا هي التي أهتمت بجوهر الزمرد، وافتتحت مناجمه في الصحراء الشرقية، وقد ظل الكثير من المؤرخين يشيرون إلى مناجم الزمرد في منطقة “زبارا” بالصحراء الشرقية على أنها مناجم الملكة المصرية كليوباترا السابعة (حوالى 69 ق م –30 ق م). ويبدو أن ذلك لي للحقائق التاريخية فلا يوجد أي ذكر لأي ملك يوناني أو روماني في الوثائق التاريخية.
ولأصالة الزمرد المصرية دليل فيما يعرف بلوحة حكمة هيموروس الزمردية، فهيمروس المقصود هو خوفو وكتابه الحكمة، وهو الموصوف بلوح حكمة خوفو الزمردي، وفي هذا السياق يبدو ارتباط الكلام الحكيم في وصايا بتاح حتب بالزمرد بوصفه الحجر الأخضر النادر منطقيا وربما يمثل سياقا تاريخيا متصلا، إذ أن بتاح حتب الذي عاش خلال زمن الأسرة الخامسة من الدولة المصرية القديمة اللاحقة مباشرة على زمن خوفو الذي حكم في زمن الأسرة الرابعة من ذات الدولة المصرية القديمة.
أين توجد مناجم الزمرد في مصر؟
الزمرد يوجد في مصر في منطقة كبيرة تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات، حيث تتكشف رواسبه الطبيعية في مواقع عديدة في المنطقة الواقعة جنوب غرب مرسى علم، وإلى الغرب من وادي الجمال، منها: وادي سكيت، ونجرس، وأم كابو، ومنطقة جبل زبارا، التى يحلو للبعض إطلاق تسمية مناجم الملكة كليوباترا عليها. وهذا نوع شاءع من تزوير الحقائق التاريخية.
لماذا إذن لا توجد لوحة بإسم كليوباترا على واجهة المنجم؟
وتعتبر هذه المناطق القريبة من ساحل البحر الأحمر أقدم مناطق تعدين الزمرد في العالم، وكان الزمرد المستخرج منها يصدر لجميع إنحاء العالم القديم، وقد نال الزمرد المصرى اهتمام المؤرخين عبر التاريخ حيث أعتبره المؤرخ ذائع الصيت، بلينى الكبير (القرن الأول الميلادي)، بأنه ثالث حجر كريم فى الجودة من بين ثلاثة عشر نوعا معروفة من الزمرد على مستوى العالم وقتها إذ يمتاز الزمرد المصرى بلونه الأخضر الفاتح ،ويوجد هذا النوع من المعادن على هيئة بللورات سداسية الشكل شفافة غالبا ما توجد بها تصدعات أو تشققات عديدة تحول دون الحصول منها على بلورات كبيرة الحجم نسبيا ويوجد البيريل بما فى ذلك الزمرد فى عدسات البيجماتيت، وعروق الكوارتز، القاطعة لصخور القاعدة أو الأساس، التى تنتمى لحقب ما قبل الكمبرى فى مصر، والتى غالبا ما تكون على هيئة صخور ميكا شيست وتلك شيست كما توجد أيضا فى صخور الشيست ذاتها.
وقد نشأت بجوار وحول مواقع تعدين الزمرد قديما بالصحراء الشرقية المصرية مجتمعات عمرانية قوام حياتها تعدين وتجارة الزمرد، وقد استمرت هذه المجتمعات قائمة خلال فترات زمنية طويلة ،وما تزال بقايا أطلال مساكنها موجودة حتى الآن، وفي منطقة وادي سكيت التي تعد أهم مواقع تعدين الزمرد القديمة على مستوى العالم،وتوجد أطلال معابد ثلاثة كانت قائمة قديما ورغم أن الطراز اليوناني الروماني يغلب على أشكالها الخارجيه إلا أنها ربما تكون قد حفرت في الصخور خلال العصور الأقدم، فهي تشبه من حيث تواجدها محفورة في ذات الصخور الحاوية للزمرد- تشبه نمط الكهوف الموجودة في مناطق تعدين الفيروز والتي تعود تاريخيا للأسرات الفرعونية القديمة.
وقد تأكد استخراج الزمرد ابتداء من عصر البطالمة ففي المتحف المصري بالقاهرة حلى بالزمرد ترجع لهذا العصر ،وعلى سبيل المثال توجد خمس مجموعات من العقود انتظمت بها أحجار الزينة تضم بلورات سداسية من البيريل.
ويعتقد أن استغلال الزمرد من منطقة ” أم كابو “تحديدا استمر من قبل الدولة حتى بعد الفتح العربى لمصر ولم يتوقف إلا فى القرن الرابع عشر الميلادى وإن توقفت عمليات التعدين المنتظمة التى كانت تقوم بها الدولة للزمرد من هذه المناطق إلا عمليات التعدين الفردية لا تتوقف أبدا وهي في الغالب تكون بهدف إلتقاط حبيبات صغيرة من الزمرد لم تكتشفها أعين المعدنون القدماء أو حبيبات متخلفة في ركام عمليات التعدين القديمة، وبين أطلال سكنى المعدنون القدماء.
لقد استمرت عمليات التعدين المنتظمة وغير المنتظمة في هذه المناطق ردحا طويلا من الزمن ومن الغريب أن يختفي ذكرها ولم تعد تذكر إلا كشيء من الأساطير حتى أعاد تاجر معادن فرنسي (في عام 1817 تقريبا) إكتشاف هذه المناطق بتكليف من محمد على باشا والي مصر آنذاك ليفتح الباب أمام كتابة صفحة مطوية في تاريخ التعدين المصري فهل ذاك الفرنسي هو الذي أعاد اكتشاف هذه المواقع أم أن السكان المحليون البسطاء دلوه عليها فنسبها لنفسه كي تفتح أمامه سجلات التاريخ الغربي كي يسجل اسمه بوصفه الذي أكتشف أو إعاد أكتشاف ما هو مجهول بالنسبة للمصريين فالمصريون لم يجهلوا هذه المواقع وأن تحول اهتمامه عنها لمناطق اخرى.
ما هي حقيقه ذكر الزمرد في الأساطير قديما ؟
لون الزمرد الأخضر المعرق (من وجود عريقات ملونة) لفت أنظار الناس وأثار التخيلات منذ العصور القديمة وارتبطت به الخرافات والأساطير منذ القدم، فارتبط الاقبال عليه بطلب الحكمة والشجاعة والنماء وكلها مرتبطة بشكل أو بأخر بلونه الأخضر وخصائصة الطبيعية الأخرى كشكله السداسي ووجوده على هيئة بلورات بارزة في الصخور الحاوية له لكونه يتمتع بالصلادة العالية، التى تفوق كثيرا صلادة الأحجار الكريمة الأخرى كالزبرجد والفيروز والفلسبار الأخضر، وشكلت منه التمائم والفصوص ذات الأشكال المختلفة التى ازدانت بها تيجان الملوك والأباطرة والسلاطين والأمراء وسائر النبلاء، وتوسطت مشغولات المجوهرات الشائعة الاستخدام في الخواتم والقلائد فقد أرتبط في الأساطير بجلب السعادة والقوة والمنعة والغلبة لمن يقتنوه، كما ارتبط في أذهان الكثيرين بانه مريح للعيون وواقى للنفوس من الحسد وبأنه واحد من الأحجار الكريمة المفضلة لاستعادة حدة النظر، وراحة البال بلونه الأخضر الناعم الذي يساعد في تخفيف حدة الأرهاق ويريح العيون الناظرة له واشتهر كذلك بحجر الحكمة إذ يمنح مستعمليه القول السديد إلي جانب المقدرة الفذة على الكلام المنمق ، ومن بين الأساطير التي شاعت قديما وأبطلها البيروني (صاحب كتاب الجماهر في معرفة الجواهر) هي أن الزمرد يفقأ عيون الأفاعي والحيات وبهذا الخصوص يقول الباحث الجيولوجي الأستاذ مصطفى يعقوب (نائب مدير عام المتحف الجيولوجي الأسبق) من الخرافات التى سرت مسرى الحقائق خرافة تقول أن الأفاعى تصاب بالعمى إذا أبصرت الزمرد يقول البيرونى عن هذه الخرافة : ” ومنها ما أطبق أى أجمع الحاكون عليه من سيلان عيون الأفاعى إذا وقع بصرها على الزمرد حتى دون ذلك كتب الخواص وانتشر على الألسن وجاء فى الشعر ومع إطباقهم على هذا فلم تستقر التجربة عن تصديق ذلك فقد بالغت فى إمتحانه بما لا يمكن أبلغ منه من تطويق الأفاعى بقلادة زمرد وتحريك خيط رفيع أمامهـا منظوم منه مقدار تسعة أشهر فى زمانى الحر والبرد ولم يبق إلا تكحيله به فما أثر فى عينيه شيئا أصلا أن لم يكن زاده حدة بصر”.