يعد ديفيد بيكهام واحد من أساطير كرة القدم العالمية فلاعب كرة القدم الإنجليزي سابق والرئيس والمالك الحالي لنادي إنتر ميامي الأمريكي و المالك الشريك لنادي سالفورد سيتي الإنجليزي هو واحد من أشهر سحرة المستطيل الأخضر.
اشتهر بيكهام الذي يلعب في المقام الأول كوسط ميدان وفي بعض الأحيان كجناح أيمن ببراعته في التمرير وقوة تسديداته ودقة ركلاته الحرة، ويعتبر من أعظم لاعبي الوَسْط وأكثرهم شهرة في جيله.
بيكهام
لعب في أندية ريال مدريد الإسباني بعد أن انتقل إليه قادمًا من مانشستر يونايتد الإنجليزي، ولعب في نادي لوس أنجلوس جلاكسي وقام النادي بإعارته إلى نادي إيه سي ميلان عامي 2009 و2010 وفي 2013 إنتقل إلى باريس سان جيرمان لـ6 أشهر حتى أعلن إعتزاله نهاية الموسم.
فاز النجم الإنجليزي بـ 19 لقبًا في مسيرته، وهو أول لاعب إنجليزي يفوز بألقاب الدوري في أربع دول مختلفة إنجلترا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، كما حصل على العديد من الجوائز الفردية كلاعب بما في ذلك حصوله على افضل لاعب في أوروبا وافضل لاعب خط وَسْط في أوروبا سنة 1999 وافضل لاعب انجليزي سنة 2003 كما تحصل على المركز الثاني في جائزة افضل لاعب في العالم عامي 1999 و 2001 وجاء في المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية سنة 1999. وُصِف في 2002 بأنه أكثر رجل «ميترو سيكشوال» في العالم.
النشأة
ولد ديفيد روبيرت جوزيف بيكهام في 2 مايو 1975 بمدينة ليتونسون شرق لندن وهو المكان الذي نشأ وتربى فيه مع عائلته.
حصل على الاسم الأوسط روبرت تكريما لبوبي تشارلتون ألاعب المفضل لدى والده؛ فكان والدا بيكهام من مشجعي مانشستر يونايتد، حيث سافرا كثيرًا لمسافة 320 كلم من لندن إلى ملعب أولد ترافورد لحضور مباريات الفريق على أرضه.
ورث ديفيد حب والديه لنادي مانشستر يونايتد، فالتحق بإحدى مدارس بوبي تشارلتون لكرة القدم في مانشستر وهناك تألق حيث أُتيحت له الفرصة للسفر إلى برشلونة والمشاركة في حصة تدريبية مع نادي برشلونة وذلك كجزء من مسابقة للمواهب.
خضع بعدها بيكهام لاختبارات مع ليتون أورينت ونورويتش سيتي ودخل مدرسة توتنهام هوتسبير للتميز. خلال فترة عامين لعب فيها بيكهام مع فريق شباب بريمسداون روفرز، تم اختياره كأفضل لاعب تحت 15 عامًا في عام 1990.
ومع كل تلك البداية الناجحة مر النجم الإنجليزي الكبير ديفيد بيكهام بأحد أكبر التحديات في حياته في إحدى ليالي الصيف الحارقة.
فبينما كانت أنفاس العالم محبوسة في مونديال فرنسا 1998، وقعت الحادثة التي كادت أن تعصف بمستقبل شابٍ إنجليزي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره. اسمه ديفيد بيكهام.
البطاقة الحمراء
ركلةٌ مباغتة، لم تكن باتجاه المرمى، بل صوب جسد الأرجنتيني دييجو سيميوني. صافرة الحكم ارتفعت، والبطاقة الحمراء رفرفت في وجه الفتى الإنجليزي. لحظة واحدة — لكنها كانت كفيلة بأن تحوّل معشوق الجماهير إلى هدفٍ للسخط واللعنات.
على مدار أشهر، لاحقت الصحف صورته في كل زاوية، وعلّقت الجماهير دمى تحمل ملامحه على المشانق في المدرجات، حتى شوارع إنجلترا، التي لطالما رددت اسمه بفخر، انقلبت عليه؛ حيث وُصِمَ بالخيانة، وبأنه السبب في خروج المنتخب من الحلم العالمي.
لكن ما لم تدركه الجموع حينها، أن بيكهام كان من طينة أولئك الذين لا ينكسرون. من رحم العاصفة خرج أشدَّ صلابة، وأعمق نضجًا. أعاد ترتيب فصول حياته، وأقسم أن يُحوِّل الصافرات إلى تصفيق.
الجيل الذهبي
في مانشستر يونايتد، واصل بيكهام كتابة تاريخه، بقدمه اليمنى الساحرة التي جعلت من الركلات الثابتة أعمالًا فنية تستحق أن تُدرَّس، وكان شاهِدًا على الجيل الذهبي، ذلك الفريق الذي دوَّخ أوروبا، وحصد ثلاثية تاريخية عام 1999.
لكن الأضواء لم تكن يومًا رحيمة. حياته الشخصية، وزواجه من فكتوريا، نجمة فِرْقَة “سبايس جيرلز”، حملاه إلى دوامةٍ أخرى من الاهتمام الإعلامي، حيث صار بيكهام مادة دسمة للصحف، لا كلاعب فقط، بل كنجم استعراضي يلهث خلفه المصورون في كل زاوية.
وفي 2003، بدأت فصول جديدة مع ريال مدريد. حينها، انضم إلى فريق الجالاكتيكوس، حيث تزامل مع زيدان، رونالدو، وفيجو. تجربةٌ لم تخلُ من التحديات، لكنها زادت من صلابته كلاعب عالمي يحترف التعايش مع الضغط والنجومية.
ختام الرحلة
مسيرة بيكهام حملته لاحقًا إلى لوس أنجلوس جالاكسي، حيث نقل كرة القدم إلى قلب أمريكا، ثم إلى باريس سان جيرمان، حيث ختم مسيرته في الملاعب، بعد أن صار اسمُه علامةً عالمية.
اليوم، وبعد سنوات من الاعتزال، لا يزال ديفيد بيكهام حيًّا في ذاكرة الجماهير. ليس فقط كأحد أمهر من لمس الكرة، بل كنموذج لرجلٍ سقط في العاصفة، ثم وقف من جديد.
إنه قصة إنسانٍ أدرك أن النصر لا يتحقق بالموهبة وحدها، بل بالصبر، وبفن مواجهة الهزائم؛ فقصةُ بيكهام قصة رجلٍ صنع أسطورته وَسْط ضجيج الجماهير وصمت الملاعب.