مما لا شك فيه أن الكثير من المجالات تشهد تطورا كبيرا ويأتي علي أولي هذه المجالات الثروة المعدنية والاهتمام بثروات مصر واستغلالها الاستغلال الأمثل، فمصر مليئة بالكثير من الكنوز والخيرات التي نعلمها التي لا نعلم عنها شيئا فمهما طال الحديث عن كنوز مصر لا يمكن حصرها أو الإلمام بها ففي ظل التحول الاقتصادي الذي تتبناه الدولة واهتمامها بالاستثمار؛ فقد صدر القرار الجمهوري رَقْم 336 لعام 2004 بنقل تبعية الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية والمشروعات التعدينية من وزارة الصناعة والتجارة إلى وزارة البترول لإعطاء دفعة قوية لصناعة التعدين وتطوير قطاع التعدين بما يتواكب مع آليات السوق العالمي. ومنذ أن آلت تبعية الهيئة لوزارة البترول شهد قطاع الثروة المعدنية تطورا ملحوظا في مجالات شتى حتى صدر مؤخرا القرار الجمهوري بتعديل قانون الثروة المعدنية لجعل قطاع التعدين أكثر جذبا للاستثمارات المحلية والأجنبية. وفي هذا الإطار جاء حديثنا اليوم عن تعظيم استغلال تلك الثروات بعد اكتشافها لخدمة الصناعة المصرية وزيادة القيمة المضافة للثروات المعدنية المصرية.
وفي ذلك الصدد أجرت محررة «الحوار»، لقاء مع الأستاذ الدكتور ناجي علي عبد الخالق، أستاذ مجال معالجة الخامات المعدنية ورئيس مركز البحوث والتطوير السابق؛ تمحور حول زيادة القيمة المضافة للثروات المعدنية في مصر واستغلالها بكفاءة. مع التركيز على سيناء ودورها الحيوي في استراتيجية تنمية البلاد لعام 2030، وذلك نظرا لاهتمام القيادة السياسية واستثماراتها المستقبلية في هذه المنطقة الاستراتيجية، وكذلك للثروات الطبيعية الكبيرة التي تضمها.
وإلى نص الحوار:
في البداية ماذا تعني كلمه القيمة المضافة للثروات المعدنية؟
القيمة المضافة للثروات المعدنية هي تحقيق أعلي استفادة “الاستفادة المثلي” من الخامات المعدنية فيتم معالجتها عند اكتشاف الخام واستخراجه من المنجم بدل بيع هذه الخامات مباشرة عند استخراجها من الأرض دون معالجة بأسعار زهيدة، ويساهم ذالك في تطوير الاقتصاد المصري عن طريق زيادة المنافسة في قطاعات التعدين والقطاعات المعدنية والميتالورجية والكيماوية.
فإنتاج مواد ذات قيمة مضافة واستخدام تكنولوجيا متطورة وتسويقها بكفاءة علي أن يكون لها القدرة علي المنافسة العالمية، مع تقليل ما يتم استيراده لزيادة معدل نمو الاقتصاد القومي وتحقيق التنمية المستدامة.
ماذا عن جهود مركز بحوث وتطوير الفلزات في معالجة وتحسين مواصفات الخامات لتعظيم القيمة المضافة وتحديدا شبه جزيرة سيناء؟
بداية شبه جزيرة سيناء تزخر بالعديد من الثروات المعدنية التي يمكن أن تساهم في التنمية الصناعية بها وبالتالي تساهم في تحقيق استراتيجية الدولة في تعمير سيناء وزيادة فرص الاستثمار بها وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة يمكن أن تسهم في زيادة عدد السكان بها وهو أحد المحاور المهمة التي تسعى الدولة إلي تحقيقها ضمن استراتيجيتها لتحقيق الأمن القومى للبلاد.
ولذا فإن تحقيق الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية بسيناء يمكن أن يساعد في تحقيق تلك الأهداف خاصه أن مشروعات الثروة المعدنية تعتبر من الصناعات الكثيفة العمالة مقارنه بالصناعات الأخرى وهو ما يمكن أن يساهم في إيجاد تجمعات صناعية عديده بسيناء خاصه إذا ما تمت بالشكل الذي يمكن من خلاله إقامة تجمعات صناعات متكاملة. فعلى سبيل المثال يمكن إقامة العديد من المشروعات الصناعية التي تعتمد المواد الأولية فيها على الثروات المعدنية المتواجدة بسيناء.
ماذا عن الدراسات التي أجراها مركز بحوث وتطوير الفلزات علي الثروات المعدنية وخاصة الموجودة بسيناء؟
مركز بحوث وتطوير الفلزات قام بالعديد من الدراسات على مختلف الثروات المعدنية المتواجدة بصحارى مصر عامة وبالأخص المتواجدة بسيناء بغرض رفع القيمة الاقتصادية لها وزيادة الدخل القومى وإيجاد موارد محلية من الخامات المطلوبة للصناعة ومنع استيراد المثيل المستورد من الخارج مما يقلل الطلب على الدولار.
ما هي الدراسات التي أجريت لرفع القيمة المضافة لتلك الخامات بسيناء؟
لقد قام خبراء وأساتذة المركز على مدار سنوات بدراسات تهدف إلى معالجة الخامات المعدنية المتواجدة بسيناء وزيادة القيمة المضافة لها وكان منها على سبيل المثال:-
معالجة الرمال البيضاء بسيناء لزيادة القيمة المضافة، فتتواجد بسيناء احتياطيات كبيرة تقدر بملايين الأطنان من الرمال البيضاء التي تصلح بعد المعالجة من استخدامها في العديد من الصناعات.
فقد أظهرت الدراسات التي تمت بمركز بحوث وتطوير الفلزات (والممولة من أكاديمية البحث العلمي) إمكانية رفع جودة العديد من مناطق الرمال خاصة التي تتواجد بكميات ضخمة بسيناء بمنطقة ابوزينمة، وقد أثبتت الدراسات التي تمت على المستوى المعملي والنصف صناعي على تلك الخامات إمكانية رفع جودتها للتخلص من الشوائب الملونة المصاحبة ورفع محتواها من السليكا والتخلص من الطفلة بطرق اقتصادية بسيطة وتعتمد لوحة التشغيل على الغسيل الاحتكاكي والتصنيف والتعويم أو الفصل المغناطيسي وأمكن الحصول على مواصفات ركازات الرمال البيضاء بعد معالجتها عالية من حيث أنخفاض نسب شوائب الالومينا وأكاسيد الحديديك.
كما أثبتت الدراسات التي تمت أيضا بمركز بحوث وتطوير الفلزات لإحدى الشركات التي ترغب في الاستثمار على رمال من منطقة جبل الجنة بجنوب سيناء إمكانية الحصول على ركاز رمال عالى الجودة (0.0004 % اكسيد حديد) والتخلص من الشوائب الملونة المصاحبة ورفع محتواها من السيلكا بالإضافة إلى الحصول على منتج ثانوي من الكاولين بطرق اقتصادية بسيطة يصلح للاستخدام في الحراريات والسيراميك والأدوات الصحية.
أوضح الدكتور ناجي أن خام الكاولين يتواجد أيضا في سيناء بكميات كبيرة تقدر بملايين في العديد من المناطق مثل التيه وسبع سلامه وفرش الغزلان. وتعتبر شوائب السيلكا وأكاسيد الحديد والتيتانيوم أهم الشوائب المصاحبة لخامات الكاولين فقد أثبتت الأبحاث التي تمت بمركز بحوث وتطوير الفلزات على عينات من المناطق المختلفة إمكانية التخلص من معظم على الملونة للخام (أكاسيد الحديد والتيتانيوم) التي تسبب انخفاض درجة بياضها ورفع محتواها من الألومينا بتكنولوجيات اقتصادية يمكن تطبيقها محليا ساعدت على تحسين المواصفات وزيادة درجة البياض؛ مما انعكس على قيمتها الاقتصادية وبالتالي يمكن تطبيقها في إنتاج على والصيني والسيراميك والبورسيلين والطوب الحراري والحراريات.الخزف والصيني والسيراميك والبورسيلين والطوب الحراري والحراريات.
ما هي الدراسات التي قام بها مركز بحوث وتطوير الفلزات عن المعالجة البيولوجية للخامات المعدنية؟
قام المركز حديثا بأكثر من دراسة لتحسين مواصفات الكاولين وزيادة درجة بياضه تعتمد في إحداها على استخدام تكنولوجيا على ظهرت في مجال أجهزة الفصل المغناطيسي يمكنها التعامل مع الحبيبات الناعمة جدا من الشوائب المغناطيسية التي استطاع المركز الحصول عليها مؤخرا.
أما الدراسة الثانية وهي تمثل أحد المجالات الحديثة في معالجة الخامات المعدنية حيث أنشئ قسم تركيز الخامات بمعهد تكنولوجيا الخامات بالمركز معمل حديث مجهز للمعالجة البيولوجية للخامات المعدنية باستخدام أنواع معينة من البكتريا الصديقة للبيئة (التي تعيش على أسطح خام على بالمنجم)، ويمكن من خلالها تغيير والتحكم في الخواص السطحية للمعادن وبالتالي يمكن تحسين كفاءة فصل الشوائب عن الكاولين.
تتواجد بسيناء أيضا احتياطيات كبيرة من خامات الفلسبار المطلوبة في عدد من الصناعات أهمها صناعة الخزف والصيني والبورسلين والسيراميك والزجاج، إلا أنها -في أغلب الأحيان. لا تصلح لاستغلالها مباشرة نظرا لاحتوائها على بعض الشوائب غير مرغوب فيها في الصناعة؛ لذا قام المركز ببعض الدراسات على هذه الخامات حيث تم تطبيق تكنولوجيات مناسبة على الفلسبارات بسيناء (سواء الفلسبار ألصوديومي أو الفلسبار البوتاسي) بهدف رفع جودتها حيث تعتمد تلك التكنولوجيات على عمليات تكسير الخام وطحنه وتصنيفه ثم يتم على شوائب الرمال المصاحبة وكذلك فصل الشوائب الملونة من أكاسيد الحديد أما بطريقة التعويم أو الفصل المغناطيسي الرطب عالي الشدة.
وقد تم اختبار الركازات الناتجة من العمليات النصف صناعية بنجاح في العديد من شركات السيراميك والبورسيلين والأدوات الصحية التي أثبتت جدواها الفنية والاقتصادية.
كيف يتم تحسين مواصفات فحم المغارة بسيناء لتحقيق أعلى قيمة مضافة؟
تشير بيانات الهيئة المصرية للثروة المعدنية إلي تواجد الفحم بمنطقة المغارة بالعريش بكميات كبيرة تصل إلى 27 مليون طن مؤكد و50 مليون طن احتياطي جيولوجي، وهذه الكميات يمكن البناء عليها لتشغيل المشروع لسنوات طويلة قادمة، ولكن هذا المشروع واجه العديد من المشاكل الفنية والمالية الأمر الذي أدى إلى توقفه منذ سنوات، فمن المعروف أن المشروع يحتوي على وحده لغسيل الفحم تم بناؤها منذ سنوات طويلة بتكنولوجيا قديمة كانت تهدف إلى فصل شوائب الطين فقط (التي تعرف بالآش) دون التطرق إلى معالجة شوائب الكبريت المصاحبة للفحم التي للأمانة وفي ذلك الوقت لم تكن تسبب مشكلات بيئية حيث إن قوانين البيئة في ذلك الوقت لم تكن تهتم بوجود شوائب الكبريت، ولكن مع تطبيق قوانين البيئة عالميا توقف الطلب على فحم المغارة الأمر الذي أدى لتوقف المشروع بالإضافة إلى أن المشروع واجه مشاكل مالية واقتصادية كبيرة، ولكن مع تغير الظروف الإقليمية والدولية وفي ضوء الأزمات الاقتصادية التي تواجه مصر والعالم هذه الفترة مثل الحرب الروسية- الأوكرانية وزيادة الطلب على الطاقة فمن الوارد أن يتم التفكير في إعادة تشغيل منجم المغارة.
فمن الناحية الفنية البحتة يعاني خام الفحم من ارتفاع نسبة الكبريت إلى حوالي 3 % (نصفها تقريبا في صورة كبريت عضوي والنصف الآخر كبريت غير عضوي) فوجود شوائب الكبريت أدى إلى انخفاض الطلب عليه محليا وعالميا في ضوء تطبيق شروط وقوانين البيئة التي تتطلب الآن أن لا تزيد نسبة الكبريت عن 1 % فقط.
ولكن مع زيادة الطلب على الطاقة واحتياج مصر ومنها سيناء إلى تنويع وزيادة مصادر الطاقة للتنمية الشاملة بها، فأنه يمكن إعادة النظر في هذا المشروع وإعادة تشغيله لإنتاج ركائز الفحم العالي والطاقة بشمال سيناء حيث يحتوي خام الفحم بالمغارة على نسبة عالية من المواد المتطايرة التي تجعله صالح للاستخدام كمصدر للطاقة وإنتاج الكهرباء وللوصول إلى ذلك الهدف يستلزم الأمر معالجة الفحم لتقليل نسبة الكبريت به إلى حوالي 1 % تقريبا.
ولذا؛ قام خبراء مركز بحوث وتطوير الفلزات من خلال أحد المشروعات بدارسة إمكانية معالجة فحم المغارة بهدف تقليل نسبة الكبريت به إلى أقل من 1 % باختبار تقنية وتكنولوجية التي أثبتت فاعليتها حيث أمكن تقليل شوائب الكبريت إلى حوالي 0.9 % من خلال إضافة بعض المُعَدَّات إلى المصنع القديم الموجود بالمنجم بالعريش وبتكلفة استثمارية بسيطة.
ولكن لمشاكل مالية كانت تعاني منها الشركة لم يتم تطبيق هذه التقنية التكنولوجيا المركز على استعداد أن يقوم بنقل وتطبيق هذه التقنية التكنولوجيا القيمة المضافة للفحم واستغلاله اقتصادي.
ماذا عن الرمال السوداء واستغلالها اقتصاديا بالتزامن مع قيام الدولة بإنشاء مصنع لاستخراجها وفصلها وقيام الرئيس السيسي بافتتاحه مؤخرا؟
تشير بيانات الهيئة المصرية للثروة المعدنية إلي توافر الرمال السوداء التي تتواجد على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، التي أمكن استغلالها مؤخرا من خلال قيام الدولة حديثا بإنشاء مصنع لفصل مكوناته المستخدمة في العديد من الصناعات حيث يحتوي على معادن مهمة مثل الروتايل والالمنيت (كمصدر لعنصر التيتانيوم التي يستخدم في السبائك وفلز التيتانيوم وإنتاج التيتانيوم المستخدم في صناعة ألبويات) وكذلك معادن الزركون المستخدم في صناعة الميتالورجية والحرارية والسيراميكية، ومعادن المونازيت الذي يستخدم كمصدر رئيس للعناصر الأرضية النادرة وكذلك معدن الماجنيتت (أكسيد حديد مغناطيسي).
وتتواجد الرمال السوداء على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط من العريش وتمتد إلى طول الساحل حتى مناطق كفر الشيخ وباحتياطات كبيرة، وهذه الاحتياطيات يمكن أن يقام عليها العديد من الصناعات السابقة، وتعتبر التقنية المطلوبة لمعالجة خام الرمال السوداء وفصل مكوناته من التقنيات السهلة والمطبقة عالميا بالعديد من الدول مثل أستراليا، ومن الجدير بالذكر أن الدولة قامت بإنشاء أحد المشروعات الهامة في كفر الشيخ لاستخراج وفصل وتركيز الرمال السوداء وقام الرئيس السيسي بافتتاح هذا المشروع الهام.
وسبق أن قام مركز بحوث وتطوير الفلزات من خلال مشروع ممول من أكاديمية البحث العلمي بدراسة هذه الرمال السوداء بهدف فصل معدن الزركون لاستخدامه في صناعات الخرف والصيني والسيراميك حيث أمكنت فصلة بدرجة نقاوة عالية.
هل قدم المركز دراسات لرفع جودة خامات المنجنيز الفقيرة بأم بجمة والتابعة لشركة سيناء للمنجنيز لتحقيق الاستغلال الأمثل لها؟
المركز قام بدراسة لرفع جودة خام المنجنيز منخفض الجودة وكذلك نواعم خامات المنجنيز الموجودة بشركة سيناء للمنجنيز بهدف تحسين مواصفاتها لاستخدامها في إنتاج سبيكة الفيرومنجنيز في أفران القوس الكهربي بمصانع الشركة بأبوزنيمة بجنوب سيناء، وقد خلصت الدراسة إلى أنه يمكن رفع جودة خام المنجنيز منخفض الجودة وذلك عن طريق نقل وتطويع التكنولوجيات المطبقة عالميا لمعالجة مثل هذا النوع من الخامات المحلية والوصول بها إلى المواصفات الفنية المطلوبة حيث وصلت نسبة المنجنيز إلى الحديد Mn/ Fe Ratio حوالي 7 وهي النسبة العالمية المطلوبة لصناعة سبيكة الفيرومنجنيز وذلك من خامات منجنيز فقيرة تبلغ نسبة المنجنيز إلى الحديد Mn/ Fe Ratio من 1-2.
وهناك دراسة حديثة أجراها خبراء في إحدى مشروعات التحالفات القومية بتمويل من أكاديمية البحث العلمي، تمكن خلالها الباحثون في المركز من استخدام تقنية حديثة لإنتاج سبيكة جديدة بمصر، وهي “سبيكة السيليكون منجنيزا”، وهذه السبيكة تحظى بطلب متزايد سنويًا نظرًا لاحتوائها على المنجنيز والسيليكون، المكونين الأساسيين في صناعة الصلب، التي كانت تستورد سابقا من الخارج بأسعار مرتفعة.
تم تطبيق هذه التقنية بنجاح في شركة بسيناء للمنجنيز، حيث تم إنتاج هذه السبيكة الجديدة المطلوبة لمصانع الصلب المصرية.
وتظهر هذه الأمثلة واقعيًا عمق جهود مركز بحوث وتطوير الفلزات في دراساته عن الخامات المعدنية، حيث تتنوع هذه الدراسات لتشمل زيادة القيمة المضافة؛ إذ لا تقتصر هذه الدراسات على المستوى النظري فحسب، بل يتم تطبيق التقنيات في الواقع العملي واختبار المنتجات الناتجة في الشركات والمصانع لضمان تطابقها مع المواصفات المطلوبة.
كما يتولى فريق بحث متخصص إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية المبدئية لتحديد التكلفة الاستثمارية المطلوبة والتأكد من الجدوى الاقتصادية لهذه المشروعات.