يرى أفلاطون أن السفسطائيين كانوا مجادلين، مغالطين، متاجرين بالعلم ، وكانوا لا يبحثون عن الحقيقة ، بل عن وسائل الإقناع والتأثير الخطابي دون رغبة صادقة في إظهار الحقائق.
وإذا أردنا أن نطبق نظرية أفلاطون علي “السفسطائي” إسلام البحيري فإن في هذا مغالطة، لأن السفسطائيين كانوا علي شيء ، وكانت تلك وسيلة للكسب فكانوا يعرفون، ولكن معرفتهم غرضها الجدل، والنقد ، أما البحيري الحائر منذ نعومة أظافره فمتطفل علي حياة الآخرين، وقد قيل إن حب الظهور تلمحه في الطفل المهتم بغيره مقارنا نفسه به.
وقد تكون النشأة الأولي سببا لتراكم عقد النفس عنده، فهو الذي أراد أن يشغل منصبا قضائيا بعد تخرجه في كلية الحقوق ، ولكن عدم لياقته الاجتماعية أقعدته عن بلوغ ما يصبو إليه، فصنع عالما موازيا من خياله انتمى إليه معنويا يري من خلاله أنه الأشهر والأمهر والأفقه.
وكان يرفض أن يقيِّمه سابقون عليه في الخبرة والعلم فحدث صدامه مع كلية الحقوق في الدراسات العليا التي كانت في الشريعة، فخبرته جمعها شذرا دون وعي أو فهم ولم تكن رسالته لائقة للمناقشة، أو لمنحه الدرجة، ومن يومها وإسلام يكوِّن خياله الأجوف وجداله العقيم، وصار الصراع بين إحساسه القاتل بالدونية وطموحه سببا كبيرا لمأساته.
إن أغلب المتكبرين من أمثال إسلام البحيري لديهم إحساس بشع بالمهانة ،والذل فيما بينهم وبين أنفسهم، ومن خصائص تلك العقدة أنه يريد الظهور علي غيره، وتصدر المشهد، إذ إن حب الظهور هو الشهوة الخفية ، ومن علاماتها الفخر بالنفس ، والضيق من ذكر منجزات الآخرين، وأعمالهم، فهو الذي يصرخ ليل نهار قدحا في الأئمة ، ونجده يتتبع سقطات الآخرين وعثراتهم لينشرها في المجالس، ولا يتراجع عن الخطأ لأنه يري ذلك نزولا عن مكانته التي صنعها خياله المريض، وهي المكانة التي وضع نفسه فيها بلا علم ، أو تجربه، وتجده كثيرا يستعجل في الامور حتي تكون له الصدارة، ولا يريد أن يتأخر حتي يظهر غيره.
إن إسلام البحيري عنده كثير من الضلالات الحسيه ،ومتعته تكمن في الطعن في الدين لأنه الحاجه التي يكتب لها الذيوع والانتشار، وفي هذ ا السياق أشار الدكتور محمد الباشا الاستشاري النفسي إلى أن البحيري ينفذ ما تطلبه منه إحدى الكنائس في سرايا القبه وهي كنيسة تبشيرية، جمعت في سبيل ذلك أكثر من الف وستمائة سؤال تطعن في الدين الإسلامي، إن إسلام البحيري ظاهره ستتلاشى ويقتلها التجاهل.
وإننا إذا أردت تشخيص الحالة المرضية لإسلام البحيري كما يظهر من ضلالاته، فسنجد أنه مصاب “بالميثومانيا” وهو حالة مرضية المصابون بها ، كذابون بشكل مرضي، ولديهم غرض واحد هو تزيين شخصيتهم النرجسية وإشباع غرورهم وتقدير ذاتهم الدونية من خلال قول أشياء غير حقيقيه مثيرة للاهتمام، وترتكز هذه الممارس على دافع” الانا” وتنطوي علي الكذب بشيء يرغب الفرد في امتلاكه ، أي أنه يفتقده في الأساس، إنه يفتقد العلم والمنهج وأدواتهما، كما يفتقد الرؤية الواضحة ، ولذلك تجده يتخبط بلا هدى كالذي يتخبطه الشيطان من المس.