في قلب العاصمة الإسبانية مدريد، وتحديدًا في محطة المترو المعروفة باسم “Tirso de Molina”، “تيرسو دي مولينا”،تتردّد منذ عقود قصص غامضة ومخيفة، جعلت من هذه المحطة واحدة من أكثر الأماكن إثارة للجدل والخوف في شبكة المترو الإسبانية.
إذ ارتبط اسمها على مرّ السنين بأساطير تتحدث عن أرواح هائمة وأصوات غريبة، بل حتى رؤى لأشباح ترتاد المحطة في ساعات الليل المتأخرة.
محطة فوق مقبرة
تعود أصول هذه القصص إلى القرن السابع عشر، حين كان موقع المحطة الحالي يضم دير “سانتا آنا”، الذي كان يحتوي على مقبرة مخصصة للرهبان.
وعند هدم الدير في أوائل القرن العشرين تمهيدًا لبناء محطة المترو، لم تُنقل جميع الرفات البشرية التي كانت مدفونة هناك، بل تُركت داخل الجدران أو طُمرت في الأرض، لتُقام فوقها المحطة الجديدة في صمت… ولكن ليس لوقت طويل.
أصوات من المجهول
منذ بدء تشغيل المحطة، بدأ الركّاب والعاملون يروون حكايات غريبة، منها خطوات تُسمع بوضوح في الأنفاق الخالية، أبواب قطارات تُفتح وتُغلق دون سبب، روائح بخور تظهر فجأة وتختفي، أصوات تشبه التراتيل والهمهمات الدينية تأتي من العدم.
بل إن البعض أقسموا أنهم شاهدوا رهبانًا أشباحًا يرتدون أردية سوداء، ووجوههم غير واضحة المعالم، يسيرون في أروقة المحطة ليلاً دون أن يلتفت إليهم أحد.
العظام كشفت المستور
في ثمانينيات القرن الماضي، وخلال أعمال صيانة في المحطة، اكتشف العمال جماجم وعظامًا بشرية داخل جدران المحطة، مما أكد صدق الروايات القديمة.
تبيّن لاحقًا أن بعض أجزاء جدران المحطة شُيّدت باستخدام حجارة من المقبرة القديمة التابعة للدير، دون أن تُزال منها الرفات البشرية بالكامل.
محطة تحت المراقبة الروحية؟
ازدادت الشكاوى من العاملين والركاب، خاصة أولئك الذين يعملون في النوبات الليلية.
وتكررت الأحاديث عن نداءات بأسماء أشخاص من المجهول، وظهور طيفيّ مفاجئ داخل عربات القطار.
وفي عام 2006، اضطرّت السلطات إلى استدعاء كاهن كاثوليكي لأداء طقوس تطهير روحي للمكان، بعد تفشي الهلع في أوساط العاملين.
المحطة تعمل
على الرغْم كونها محطة عاملة ضمن شبكة مترو مدريد، إلا أن سمعة “تيرسو دي مولينا” لا تزل مرتبطة بالغموض والخوف.
حتى اليوم، لا يزال بعض السكان المحليين يتجنبون استخدامها ليلاً، لما يُحكى عنها من قصص تجعلها أقرب إلى موقع للأرواح الهائمة منه إلى محطة للنقل العام.