عالم كرة القدم مليء بالأساطير الخالدة التي أمتعت ملايين الجماهير عشاق الساحرة المستديرة والتي تعد لغة عالمية يفهمها عشاقها في مختلف الأمصار؛ ومن بين هؤلاء الأساطير برز أسم رينيه هيجيتا، الذي لقب بـ”الحارس المجنون”.
البداية من الشوارع
وُلد رينيه هيجيتا في مدينة ميديين الكولومبية عام 1966، في بيئة فقيرة وصعبة، وعانى من طفولة قاسية. لكنه وجد في كرة القدم وسيلة للهروب من واقع البؤس، وبدأ اللعب في الشوارع قبل أن تكتشفه الأندية المحلية.
حارس وصانع لعب
ما ميّز هيجيتا عن غيره لم يكن فقط موهبته في التصدي للكرات، بل أسلوبه الجنوني والمغامر! كان يتقدم من مرماه، يراوغ المهاجمين، ويلعب دور الليبرو (قلب الدفاع المتقدم)، بل ويشارك في تنفيذ الركلات الحرة وركلات الجزاء!
سُمي بـالحارس المجنون” (El Loco)** بسبب أسلوبه غير التقليدي، الذي جعل منه حالة استثنائية في تاريخ اللعبة.
ركلة العقرب
في مباراة ودية شهيرة بين كولومبيا وإنجلترا عام 1995 على ملعب ويمبلي، فاجأ هيجيتا الجميع عندما تصدى لكرة طائرة بطريقة لم تُرَ من قبل، حيث قفز إلى الأمام وركل الكرة بكعبيه خلف ظهره، فيما أصبح يُعرف لاحقًا باسم “ركلة العقرب” (Scorpion Kick).
هذا المشهد أصبح أحد أشهر اللقطات في تاريخ كرة القدم وتم إعادة عرضه ملايين المرات حول العالم.
كأس العالم 1990
هيجيتا كان أحد أبرز نجوم منتخب كولومبيا في كأس العالم 1990 بإيطاليا. لكنه تسبب أيضًا في واحدة من أغرب الإقصاءات، عندما حاول مراوغة المهاجم الكاميروني روجيه ميلا، الذي قطع الكرة منه وسجل هدفًا أطاح بكولومبيا خارج البطولة.
على الرغْم الانتقادات، دافع هيجيتا عن أسلوبه قائلًا: أنا حارس مختلف أنا أُحب اللعب، والمجازفة جزء من شخصيتي.
فضائح واعتقال
في عام 1993، تم اعتقال هيجيتا بسبب تورطه في قضية وساطة تتعلق بخطف ابنة أحد أصدقائه المرتبطين بتجار المخدرات، حيث لعب دور الوسيط لإطلاق سراحها مقابل فدية، قضى عدة أشهر في السجن دون محاكمة.
هذه الواقعة أبعدته عن كأس العالم 1994، لكنها لم تنهِ مسيرته.
ما بعد الاعتزال
استمر هيجيتا في لعب كرة القدم حتى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، ولعب في عدة أندية داخل كولومبيا وخارجها، منها أتليتكو ناسيونال وبلد الوليد الإسباني. وبعد اعتزاله، عمل في مجال التدريب كمساعد ومشرف على حراس المرمى.
أنا مجنون لكني صنعت البهجة
رينيه هيجيتا لم يكن مجرد لاعب كان عرضًا ممتعًا في ذاته؛ على الرغم أنه لم يحقق الكثير من البطولات، لكنه ترك بصمة لا تُنسى، وغيّر نظرة العالم لحراس المرمى.