من أرض ضحلة كانت مستنقعات إلى تحفة معمارية وواحدة من أهم المدن الأوروبية في العصر الحديث قصة بناء سانت بطرسبرج التي لا تعرفها.
ففي في مثل هذا اليوم: 13 مايو 1703، كانت بداية تأسيس سانت بطرسبرج نافذة روسيا على أوروبا التي انهكت عشرات الآلاف من العمال لتحويلها إلى تحفة معمارية تليق بعاصمة
روسيا القيصرية.
القصة بدأت عام 1703، حينما قام القيصر بطرس الأكبر – أحد أعظم قادة روسيا وأكثرهم تأثيرًا – باحتلال مصب نهر نيفا على بحر البلطيق بعد أن انتزع المنطقة من السويديين خلال حرب الشمال الكبرى (1700 – 1721)، وهي الحرب التي كانت تهدف إلى إنهاء الهيمنة السويدية في شمال أوروبا.
الحدث العسكري
كان احتلال نهر نيفا جزءًا من خطط بطرس الأكبر لمد نفوذ روسيا إلى الغرب، وتأمين منفذ بحري استراتيجي على بحر البلطيق، وهو ما كان تفتقر إليه روسيا في ذلك الوقت.
فقرر بطرس بناء مدينة تكون مركزًا للتجارة والانفتاح الأوروبي، ومقرًا للحكم الإمبراطوري الجديد.
تأسيس المدينة
بعد أيام قليلة من السيطرة على المنطقة، بدأ بطرس في بناء حصن سُمِّي بـ حصن بطرس وبولس (Peter and Paul Fortress) في جزيرة هيرسون (Hare Island)، ويُعد هذا الحصن النواة الأولى لمدينة سانت بطرسبرج.
أراد بطرس الأكبر أن تكون المدينة حديثة ومختلفة عن المدن الروسية التقليدية، لذلك استعان بمهندسين معماريين وفنانين أوروبيين، خاصة من إيطاليا وهولندا، لبناء مدينة تشبه العواصم الأوروبية الكبرى.
لماذا سانت بطرسبرج؟
سُمّيت المدينة باسم “سانت بطرسبرج” نسبةً إلى القديس بطرس، شفيع القيصر بطرس الأكبر. وتم تدشين المدينة رسميًا عاصمةً للإمبراطورية الروسية عام 1712، لتحل محل موسكو.
أهمية المدينة
أصبحت سانت بطرسبرج خلال القرن الـ18 والـ19 مركزًا سياسيًا وثقافيًا وفنيًا لروسيا، حيث احتضنت أعظم قصور وقاعات الفن والأوبرا والمتاحف، مثل متحف الإرميتاج.
الثورة البلشفية
كما كانت سانت بطرسبرج شاهدة على الثورة البلشفية عام 1917، حيث تغير اسمها لاحقًا إلى “لينينجراد”، ثم عاد إلى “سانت بطرسبرج” بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
فينيسيا الشمال
اليوم سانت بطرسبرج هي ثاني أكبر مدن روسيا بعد موسكو، وتُلقب بـ “فينيسيا الشمال” بسبب قنواتها المائية وجمالها المعماري.
أبرز وجهات الثقافة العالمية
حيث تُعد سانت بطرسبرج، من أبرز وجهات السياحة والثقافة في العالم، وواحدة من أجمل المدن الأوروبية على الرغْم كونها روسية في الجغرافيا.
تاريخ روسيا الإمبراطوري
فيوم 13 مايو 1703، لم يكن يوم عادي أو مجرد انتصار واحتلال عسكري، بل لحظة ميلاد لمدينة أصبحت رمزًا للحداثة والانفتاح، وعنوانًا لتاريخ روسيا الإمبراطوري والثقافي والفني.