تشكل المساعدات العسكرية الغربية حجر الزاوية في قدرة أوكرانيا على لسد الفجوة الهائلة في الموارد أمام الجيش الروسي.
خلافات زيلينسكي وترامب
لكن تصاعد الخلافات بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمريكي دونالد ترامب، أثار تساؤلات حول مدى قدرة كييف على الصمود دون هذا الدعم، وما الذي قد يعنيه وقف التمويل الأمريكي للمشهد العسكري والدبلوماسي.
ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريرًا لمعهد كيل الألماني يحاول الإجابة على التساؤلات حول أهمية الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
مقارنة الدعم الأمريكي
وفقا لتقديرات المعهد فإن ما يقرب من نصف الدعم العسكري، البالغ 103 مليارات جنيه استرليني، الذي أرسله الحلفاء إلى أوكرانيا جاء من الولايات المتحدة، وأن حجم المساعدات الأمريكية يزيد قليلًا عن 51 مليار جنيه استرليني.
وتأتي ألمانيا والمملكة المتحدة في المرتبة الثانية والثالثة من حيث حجم الدعم العسكري، حيث أرسلتا 10 مليارات جنيه استرليني و8 مليارات جنيه استرليني على التوالي.
ولدى قياس الدعم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة، فإن الولايات المتحدة تأتي في مرتبة أدنى كثيرًا في قائمة الداعمين لأوكرانيا، إذ تبلغ نسبة دعمها 0.296 % من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعلها في المرتبة الـ17 من حيث الأهمية العسكرية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي.
وتعتبر الدانمارك أكبر داعم عسكري لأوكرانيا قياسًا على ناتجها المحلي الإجمالي. فقد أرسلت نحو 2.038 %، وتلاها كل من إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وفنلندا، وهي الدول التي تشارك حدودا مع روسيا أو جيبها كالينينجراد.
لكن فقد أوكرانيا الثقل المادي للدعم الأمريكي، قد يكون مدمرًا، ولهذا السبب أصر زيلينسكي على أن الضمانات الأمنية الأمريكية كجزء من اتفاق السلام مع روسيا هي الوسيلة الوحيدة لمنع أي صراع مع روسيا في المستقبل، ويؤكد أن الدعم الأوروبي وحده لن يكون كافيًا. ففي مقابلة أجريت معه الشهر الماضي، قال زيلينسكي لبرنامج “ميت ذا برس” على شبكة “إن بي سي” إن فرص بقاء أوكرانيا بدون دعم الولايات المتحدة ستكون “ضئيلة”.
أبرز الأسلحة الأمريكية
المساعدات الأمريكية لا تقتصر على الذخائر فقط، بل تشمل أسلحة استراتيجية متطورة أحدثت فارقًا واضحًا في ساحة المعركة، ومن أبرزها:
أنظمة باتريوت
تعد من أهم أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي المدن الأوكرانية من الصواريخ الروسية، كما ساعدت هذه الأنظمة أوكرانيا في إسقاط العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.
صواريخ ATACMS
يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلومتر، مما مكن أوكرانيا من استهداف قواعد عسكرية روسية في عمق الأراضي الروسية. وكان لهذه الصواريخ دور رئيس في تقليل قدرة القوات الروسية على إطلاق القنابل الانزلاقية المدمرة.
أنظمة هيمارس
هذه المنظومة الدقيقة غيرت مجريات القتال في 2022، حيث ساعدت أوكرانيا على استهداف مخازن الذخيرة الروسية ومراكز القيادة.
دبابات “أبرامز” و”T-72″
أرسلت الولايات المتحدة 31 دبابة أبرامز و45 دبابة T-72، التي استخدمت في الهجمات المضادة.
المدرعات وناقلات الجنود
كما أرسلت واشنطن ملايين طلقات المدفعية والذخيرة والقنابل اليدوية ومئات المدرعات وعربات المشاة القتالية ساعدت الجنود الأوكرانيين في عملياتهم الهجومية والدفاعية.
المروحيات والزوارق البحرية
الولايات المتحدة قدمت 20 مروحية من طراز Mi-17 وأكثر من 100 زورق دورية بحرية.
هذه الأسلحة حسّنت قدرة أوكرانيا على مراقبة الأنهار والسواحل، خاصة بعد الهجمات الروسية على موانئ الحبوب الأوكرانية.
ماذا سيحدث إذا توقف الدعم الأمريكي؟
إذا نفذ ترامب تهديداته وأوقف الدعم، فستكون هناك عدة سيناريوهات خطيرة:
دون الأسلحة والذخيرة الأمريكية، قد تعاني القوات الأوكرانية من نقص حاد في الذخائر، مما قد يسمح لروسيا بتكثيف هجماتها.. وقد تستغل روسيا الموقف لتحقيق اختراقات أكبر في الجبهات الرئيسية.
وبدون صواريخ باتريوت والإمدادات الأمريكية، ستكون أوكرانيا أكثر عرضة للهجمات الجوية والصاروخية الروسية.
التأثير على موقف الحلفاء الأوروبيين. كما قد يؤدي غياب واشنطن إلى إضعاف التزام الدول الأوروبية بتقديم الدعم العسكري. وقد تبدأ بعض الدول في البحث عن تسويات دبلوماسية مع موسكو بدلًا من دعم أوكرانيا عسكريًا.
ومع نقص الدعم العسكري، قد تضطر أوكرانيا إلى الانسحاب من بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى تحقيق روسيا مكاسب إستراتيجية كبيرة تغير مجرى الحرب.