في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من اندلاع حرب نووية محتملة، عاد الحديث بقوة عن أكثر الأماكن أمنًا للعيش في حال وقوع كارثة نووية واسعة النطاق، لا سيما بعد الهجوم الأمريكي على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، الذي أثار مخاوف من اندلاع صراع عالمي، وصفه مراقبون بأنه قد يكون نذيرًا لـ”الحرب العالمية الثالثة”.
البرنامج النووي الإيراني
وفي هذا السياق، حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من خطورة البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أنه “يشكّل تهديدًا جديًا للأمن الدُّوَليّ”، ودعا طهران للعودة إلى المفاوضات، مشددًا على أن “الولايات المتحدة اتخذت إجراءات تهدف إلى الحد من هذا التهديد المتصاعد”.
ووسط هذه الأجواء الملبدة، تناولت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية تقارير حول الأماكن الأكثر أمنًا في المملكة المتحدة والعالم، استنادًا إلى تقييمات اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP)، التي أكدت أن البقاء في مبنى مركزي أو قبو أرضي هو السبيل الأمثل للنجاة من انفجار نووي، إذ تزداد فرص النجاة في مثل هذه الحالات كما حدث مع الناجي الياباني “إيزو نومورا” في قبو على بُعد 170 مترًا فقط من مركز الانفجار في هيروشيما عام 1945.
لندن
على الرغْم توفر شبكة مترو أنفاق واسعة في لندن، يرى خبراء أن عمق المحطات الحالية، مثل “هامبستيد” التي تصل إلى 58 مترًا، لا يُعد كافيًا لردع الآثار المدمرة لانفجار نووي مباشر. وأوصى أندرو فوتر، أستاذ السياسة الدولية بجامعة ليستر، بالبقاء خارج المدن الرئيسية مثل لندن وإدنبرة حال وقوع ضربة نووية.
واعتمادًا على دراسات جغرافية وتأثيرات الرياح ونقاط الاستهداف، أدرجت وكالة العقارات “EMoov” قائمة بـ 20 موقعًا في المملكة المتحدة يُحتمل أن تكون أكثر أمنًا، أبرزها:
جزيرة فولا النائية في جزر شتلاند، كورنوال – ويموث – فولكستون – دوفر – مارغيت – كلاكتون أون سي – فيليكستو – بريكسورث – بيدفورد – أبيريستويث – سكيجنيس – أنجلسي – بارو إن فورنيس – لانكستر – ويتبي – كارلايل – دومفريز – بيريك أبون تويد – إنفرنيس
هذه المناطق تتمتع بعوامل عزلة جغرافية نسبية وتبتعد عن الأهداف العسكرية الكبرى، ما يجعلها خيارات مرشحة للنجاة من التأثيرات الأولية لأي انفجار نووي.
حرب نووية
وفقًا لتقارير خبراء واستراتيجيات النجاة النووية، فإن بعض الدول حول العالم تمتلك مواصفات تجعلها ملاذًا آمنًا نسبيًا، في حال تفجرت مواجهة نووية شاملة نوضحها في السطور التالية:-
نيوزيلندا
تقع نيوزيلندا في أقصى جنوب المحيط الهادئ، بعيدة عن القُوَى النووية ومناطق النزاع؛ فيما لا تملك قواعد عسكرية أجنبية، ومناخها يسمح بالاكتفاء الزراعي الذاتي.
آيسلندا
أما جزيرة آيسلندا المعزولة شمال الأطلسي، لا تشكل تهديدًا عسكريًا لأي طرف، فيما تعتمد كليًا على الطاقة النظيفة ومصادر مياه طبيعية.
جزر الكاريبي الصغيرة
وتعد أنتيجوا وبربودا وجزر الكاريبي الصغيرة موقع استراتيجي بعيد عن مراكز التوتر الجيوسياسي؛ غير أنها قد تتأثر بالإشعاع المحمول جويًا، لكن احتمال الاستهداف ضعيف.
أستراليا
أما عن أستراليا فتمتلك مساحة شاسعة، وكثافة سكانية منخفضة في الغرب والجنوب، ما يجلعها من أكثر الأماكن جاهزية حال وقوع كارثة نووية، كذا تفتقر لمواقع عسكرية ذات أهمية نووية، ما يقلل من فرص استهدافها.
تشيلي
فيما تتمتع تشيلي (جنوب باتاجونيا) بتضاريس جبلية نائية وبعيدة عن أي أهداف جيوسياسية مباشرة، وتلك الطبيعة الوعرة توفّر ملاذًا طبيعيًا محصنًا.
الأرجنتين
فيما تمثل الأرجنتين (تييرا ديل فويجو) مناطق منعزلة في أقصى الجنوب، صالحة للاكتفاء الذاتي من الغذاء والماء؛ كما أنها ليست طرفًا في تحالفات عسكرية قد تستهدف في الحرب.
سويسرا
أما عن دولة سويسرا فتتحصن من النووي بشبكة جهنمية من الملاجئ النووية حول العالم.
فعلى الرغم من أن سويسرا دولة محايدة لا تتدخل في النزاعات العالمية إلا أنها لديها أكبر شبكة ملاجئ نووية مدنية في العالم.
السيناريو الكارثي
على الرغْم أن فكرة النجاة من حرب نووية تبدو قاتمة، إلا أن المعرفة والتخطيط المسبق يمكن أن يزيدا من فرص البقاء. ويظل الردع النووي والدبلوماسية الدولية الخيار الأوّل والأفضل لتجنب هذا السيناريو الكارثي الذي يهدد الحضارة الإنسانية برمتها.