داعبت السينما العالمية حلم استعمار الفضاء، غير أن تلك المغامرات على الرغم من كونها أفلام سينمائية ألا أن العلم الحديث يسعى بجد لتحقيق هذا الحلم المهول.
الأشجار على المريخ
وفي ذلك الصدد كشفت البروفيسور روبرت أولشيفسكي من جامعة وارسو للتكنولوجيا، عن أبحاث رائدة ورؤى حاسمة حول الظروف المناخية اللازمة لنمو الأشجار على المريخ.
الكوكب الأحمر
تأتي دراسة “أولشيفسكي” لتبرز الزيادة الكبيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون المطلوبة لتسخين الكوكب الأحمر بما يكفي لدعم الحياة النباتية، مما يتحدى الافتراضات السابقة حول الأماكن التي يمكن أن يبدأ فيها هذا النمو.
معهد القمر والكواكب
ووفقا للنتائج المنشورة في مؤتمر “علم الأحياء الفلكي ومستقبل الحياة” خلال الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر 2024، في معهد القمر والكواكب في هيوستن بولاية تكساس، لا تنشأ الظروف المثلى لنمو النباتات أولا في المناطق الاستوائية للكوكب، كما قد يتوقع.
نصف الكرة الجنوبي
ولكن في “حوض هلاس”، وهو فوهة كبيرة تقع في نصف الكرة الجنوبي، ويمكن أن يعيد هذا الاكتشاف تشكيل فهمنا لمواقع الزراعة المحتملة على المريخ.
المريخ
وقام أولشيفسكي وفريقه البحثي بفحص توازن الطاقة السطحية على المريخ، مع التركيز على عوامل مختلفة مثل تبادل الحرارة بين تكثيف ثاني أكسيد الكربون وتبخره ودوران الغلاف الجوي.
حوض هلاس
وذكر أولشيفسكي: “بشكل مدهش، فإن الظروف التي تسمح بنمو النباتات لا تحدث أولا داخل المناطق الاستوائية، ولكن في منطقة حوض هلاس، فزيادة إضافية في تأثير الدفيئة توسع المنطقة المناسبة لنمو النباتات في نصف الكرة الجنوبي.”
مركبة فايكنج
واستخدمت الأبحاث مجموعات بيانات تاريخية عن درجات الحرارة والضغط من هبوط مركبة فايكنج على المريخ، مما أتاح للفريق محاكاة عمليات بيئية متنوعة.
110 أيام مريخية
ووجدوا أنه لتربية الأشجار على المريخ، يجب أن ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، بمقدار عدة درجات مئوية، مع الحفاظ أيضا على تقلبات يومية أقل في درجات الحرارة، ويجب أن تستمر فترة النمو لمدة لا تقل عن 110 أيام مريخية.
أهمية الحرارة
وأكد أولشيفسكي على أهمية درجة الحرارة كمتغير بيئي حاسم، حيث إن الظروف الجوية الموجودة على المريخ اليوم تجعل وجود الحياة مستحيلا.
الأشجار المريخية الأولى
ومن المثير للاهتمام أنه بينما توجد أعلى خطوط الأشجار على الأرض عادة في المناطق الاستوائية، فإن انخفاض ارتفاع حوض هلاس ودرجات الحرارة الدافئة نسبيا خلال فصل الصيف تجعله مرشحا مثاليا للأشجار المريخية الأولى، كما يوضح أولشيفسكي.
إنشاء بيئة مستدامة
وتفتح هذه الأبحاث الطريق لاستكشاف المزيد حول المريخ وإمكانية إنشاء بيئة مستدامة للأجيال المقبلة، فمع تطلع البشرية نحو الكواكب، يصبح فهم كيفية زراعة الحياة عليها أمرا حيويا بشكل متزايد.