تظل قصة معجزة الطبيعة الأم هي المعجزة الأكبر والأكثر إثارة بين القصص خاصة مع اكتشاف مياه مالحة مختبئة على الكويكب فيستا صاحب التضاريس الغريبة.
الكويكب فيستا
بدأت القصة المثيرة حَسَبَ مجلة “ذا بلانتري ساينس جورنال”، في اكتشاف يتحدى الافتراضات طويلة الأمد، حينما وجد العلماء أدلة تشير إلى أن المياه المالحة قد تدفقت ذات يوم على سطح الكويكب فيستا، أحد أكبر الكويكبات في النظام الشمسي.
المريخ والمشتري
وكشفت الدراسة، أن هذا الاكتشاف حير الباحثين، حيث إن فيستا، الذي يقع بين المريخ والمشتري، قد وُجد منذ 4.5 مليار سنة دون غلاف جوي، مما يعني أن أي مياه على سطحه كان ينبغي أن تتبخر في الفضاء منذ فترة طويلة.
وكالة ناسا
ومع ذلك، أظهرت الصور الملتقطة عن قرب بواسطة مركبة الفضاء “دون” التابعة لوكالة ناسا قبل أكثر من عقد، وجود أخاديد ضيقة ورواسب على شكل مروحة محفورة في فوهات فيستا، وقد دفعت هذه الميزات الجيولوجية غير العادية العلماء إلى التساؤل عما إذا كان من الممكن أن يكون الماء السائل قد شكل سطح الكويكب في الماضي القريب نسبيا.
اصطدامات الكويكبات
ويعتقد مايكل بوستون، عالم الكواكب من معهد الأبحاث الجنوبي الغربي في تكساس، وفريقه أنهم وجدوا تفسيرا لهذه الظاهرة، ففي تجربة حديثة، قاموا بمحاكاة الظروف على سطح فيستا واكتشفوا أن اصطدامات الكويكبات قد تكون حفرت الجليد من تحت السطح، الذي ذاب لفترة وجيزة إلى مياه مالحة.
المياه المالحة
ويقول الباحثون إن هذه المياه المالحة تدفقت على جدران الفوهات لفترة كافية لنحت الأخاديد المميزة والرواسب التي نراها على سطح فيستا.
التعرية
وفي مختبر تابع لوكالة ناسا، أظهر الفريق أن الماء النقي يتجمد بسرعة كبيرة في فراغ الفضاء، بينما يمكن للماء المالح أن يتدفق لمدة ساعة على الأقل، وهي فترة كافية لزعزعة استقرار جدران الفوهات وتسبب التعرية.
عوالم أخرى
وأشار بوستون إلى أن هذه التدفقات المالحة قصيرة الأمد قد تكون شكلت ميزات مماثلة على عوالم أخرى بلا هواء في نظامنا الشمسي.
الفضاء
وتسلط هذه النتائج الضوء ليس فقط على ماضي فيستا، ولكنها تثير أيضا تساؤلات مثيرة حول نشاط المياه على أجسام جافة أخرى في الفضاء.
كويكبات طروادة
ومن المتوقع أن تقدم مهمة “لوسي” التابعة لوكالة ناسا، والمقرر أن تستكشف ثمانية كويكبات طروادة بالقرب من كوكب المشتري في عام 2027، المزيد من الأدلة قريبا.
أماكن غير متوقعة
حيث يشير هذا الاكتشاف المفاجئ إلى أن المياه قد تكون لا تزال موجودة في أماكن غير متوقعة، بانتظار أن تُكتشف.