تعد الحرب العالمية الثانية واحدة من أكثر الحروب البشرية بشاعة عبر التاريخ إذ حولت أوروبا إلى انقاد وتكبد أكثر 40 مليون مدني و20 مليون جندي حياتهم في تلك المعركة الدامية.
الحرب العالمية الثانية
فالحرب العالمية الثانية واحدة من الصراعات الأكثر ملحمية في التاريخ من أجل الحرية والتحرير حيث تجاوزت تكلفتها كل الحسابات، حيث تعد الحرب العالمية الثانية هي الخريطة الحقيقية لمقاييس القُوَى العالمية الحديثة.
وفي خضم كل تلك الأحداث تبرز من بين نيران الحروب عمليات ملحمية واحدة منهم تسمى بـ”عملية البلوط”.
اعتقال موسوليني
فعملية البلوط كانت عملية جريئة نفذتها القوات الخاصة الألمانية في 12 سبتمبر 1943 لإنقاذ بينيتو موسوليني، زعيم إيطاليا الفاشي، بعد أن أقاله الملك فيكتور إيمانويل الثالث واعتقله الحلفاء.
بدأت القصة في 25 يوليو 1943، حينما تمت الإطاحة بموسوليني واعتقاله بأمر من الملك الإيطالي، وتم نقله إلى أماكن سرية لمنع إنقاذه.
وبين إنقاله لعدد من السجون السرية حتى لا يتمكن من الهروب، في النهاية تم احتجازه في فندق كامبو إمبيراتوري، وهو منتجع جبلي على قمة جبل غران ساسو في أبروتسو، وَسْط إيطاليا.
أمر هتلر بإنقاذه
كان أدولف هتلر مصممًا على إنقاذ موسوليني لاستعادته كرئيس لحكومة فاشية موالية لألمانيا في شمال إيطاليا.
أوكل العملية إلى الكولونيل أوتو سكورزيني، قائد القوات الخاصة في فافي إس إس.
تنفيذ العملية
في 12 سبتمبر 1943، قامت مجموعة من المظليين والقوات الخاصة بقيادة أوتو سكورزيني بالهبوط جوًا بواسطة طائرات شراعية بالقرب من الفندق في عملية خطيرة جدًا.
لم يكن للحراس الإيطاليين أي فرصة للمقاومة، إذ تم تحييدهم دون إطلاق رصاصة واحدة.
موسوليني أُخرج من الفندق ونُقل بطائرة صغيرة إلى برلين، حيث استقبله هتلر.
نتائج العملية
أعاد هتلر تنصيب موسوليني كزعيم لدولة دمية تُعرف باسم الجمهورية الاجتماعية الإيطالية في شمال إيطاليا.
لكنه كان مجرد تابع للألمان حتى إعدامه لاحقًا في 28 أبريل 1945 على يد المقاومة الإيطالية.
أهمية العملية
تعتبر واحدة من أجرأ عمليات الإنقاذ في التاريخ العسكري، نظرًا لصعوبتها الجغرافية وخطورتها.
رفعت من مكانة أوتو سكورزيني، الذي أصبح أحد أشهر قادة القوات الخاصة في ألمانيا النازية.