في 11 و12 يونيو 2025، شهدت لندن وإدنبرة احتجاجات نظمها آلاف الآباء بمشاركة أطفالهم، أمام مباني مثل البرلمان وهوليرود، بهدف الضغط على الحكومة لتطوير قانون إجازة الأبوة في المملكة المتحدة
إضراب الآباء
وخلال الأحداث رفع الآباء لافتات مثل: “إجازة الأبوة أسبوعان فقط؟ – النكتة الأسوأ على الإطلاق!” “The dads on the bus want time at home”، وعرضوا على الحائط ملابس أطفال تكتب: “14 يومًا لا تكفي”
لماذا الآن؟ وما المطالب؟
المملكة المتحدة تقدم حاليًا أسبوعين فقط مدفوعي الأجر لإجازة الأبوة، بمبلغ حوالي 187 جنيه استرليني أسبوعيًا، وهو أقل من نصف الحد الأدنى للأجور، ولا تشمل الآباء العاملين لحسابهم الخاص أو من يتقاضون أقل من 123 جنيه أسبوعيًا
النشطاء طالبوا بتمديد الإجازة إلى 6 أسابيع مدفوعة بالكامل، تماشيًا مع توصيات لجنة المرأة والمساواة، التي أكدت أن المعدل الأوروبي يبلغ نحو 8 أسابيع
الأثر المنشود
كسر الفجوة بين الجنسين، حيث أن الوقت الإضافي للأب يعزز من انخراط الأم في سوق العمل ويحد من الانقطاع المهني بعد الولادة.
تعزيز الترابط الأسري، حيث كشفت دراسة أن الآباء المتواجدين مبكرًا مع أطفالهم يكونون أكثر ارتباطًا إيجابيًا ويساهمون في تقليل العنف المنزلي مستقبلاً.
تقليد نماذج ناجحة مثل السويد حيث يضمن للوالدين إجمالي 480 يومًا من الإجازة المشتركة، مع إلزام الأبُّ بأخذ 90 يومًا وإلا ضاعت
دعم وتنظيم ملحوظ
شارك الحفل في التظاهرة الآباء والأمهات، إلى جانب جمعيات داعمة مثل “Dads Rock” و”Pregnant Then Screwed”
فيما البرلمان البريطاني بدأ يستجيب، حيث دعم أكثر من 40 نائبًا هذه المطالب، فيما تعهد حزب العمال بدعم إصلاح الإجازة عن طريق قانون حقوق العمل.
وكذا بعض الشركات الكبرى مثل BBC وAviva بدأت بالفعل تقدم إجازة أبوة أطول لموظفيها، فيما رفعت الهيئة المسؤولة عن النواب إجازة الأبوة لموظفي البرلمان إلى 4 أسابيع
وجهة نظر أكاديمية
أستاذة علم الاجتماع في UCL أظهرت أن الأباء لا يشعرون بأن مشاركتهم في العناية بالطفل تُنظر إليه باحترام، وأن 41% منهم لا يأخذون الإجازة خوفًا من الأثر المالي أو الوظيفي
وغالبًا ما يضطر الآباء إلى استخدام الإجازة المشتركة (Shared Parental Leave) التي لا تُصرف سوى بنسبة رمزية (~£187)، ولا يتجاوز نسبة 5% من الآباء في المملكة المتحدة التي تستخدمها فعليًا
هذه الحركة تمثل نقلة ثقافية واجتماعية جديدة نحو الاعتراف بالدور الحيوي للأب في رعاية الأطفال وتحقيق التوازن الأسري بعد الولادة.