في الذاكرة الإنسانية هناك قصص تستحق أن تروى فبين قصص الأمل والأمل تعيش أستراليا يوم الحزن الوطني.. فما القصة وماذا حدث في مثل هذا اليوم 26 مايو.
تنكيس العلم
في صباح السادس والعشرين من مايو من كل عام… تتوقف أستراليا للحظات، تنكس الأعلام، ويقف الناس في صمتٍ، في ذكرى واحدة من أكثر الصفحات حُزناً في تاريخ البلاد فما القصة؟ .
ما القصة؟
بين عامي 1910 و1970، قامت الحكومة الأسترالية بتنفيذ سياسة رسمية تُعرف اليوم باسم “سياسة الأجيال المسروقة”.
الأبوريجينال
خلال تلك الفترة، انتُزِع عشرات الآلاف من أطفال السكان الأصليين — المعروفين باسم الأبوريجينال — من أسرهم قسرًا، وتم وضعهم في مؤسسات، أو مع أسر بيضاء، بزعم “تربيتهم وتحضيرهم للمجتمع الحديث”.
هدف خفي
كان الهدف المعلن في تلك الحقبة الزمنية دمجهم قسرًا في المجتمع الأوروبي الأسترالي، أما الهدف الخفي فكان طمس هويتهم، ومسح ثقافتهم، وقطع جذورهم من الأرض التي نشأوا عليها لآلاف السنين.
معاناة لا تنسى
هؤلاء الأطفال كبروا بعيدًا عن أمهاتهم وآبائهم، جهلوا لغتهم، وعانوا من التمييز والإهانة والإهمال، وكبر الجرح في قلوبهم، وكبر معهم الألم.
الاعتراف والاعتذار
في عام 1997، صدر تقرير تاريخي بعنوان “إعادة الجذور” (Bringing Them Home)، كشف عن هذه الجرائم الرسمية، وأوصى باعتراف الدولة وخطوات للمصالحة.
يوم الحزن الوطني
وفي يوم 26 مايو 1998، أُقيم أول يوم حزن وطني، واعترفت فيه الحكومة لأول مرة بمسؤوليتها عن مأساة الأجيال المسروقة.
رئيس الوزراء الأسترالي
وفي عام 2008، وقف رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك كيفن رود أمام البرلمان وقدم اعتذارًا رسميًا باسْم الأمة الأسترالية عن جراح الماضي، والألم الذي لا يُنسى.
لكل أرضٍ قصة
حتى اليوم يُحيي الأستراليون “يوم الحزن الوطني” في 26 مايو من كل عام، لا ليغسلوا أيديهم من دماء الماضي، بل ليذكّروا أنفسهم أن الألم لا يُنسى، وأن لكل أرضٍ قصة، ولكل جرحٍ حق في الاعتراف.
الأرض والهوية
يوم الحزن الوطني لا يروى قصة أستراليا البيضاء وحدها، بل يروى حكاية السكان الأصليين، الأرض، والهوية… وألم التي لا تزال آثاره قائمة.