بدأت العديد من الدول الأوروبية تتسأل عن كيفية الدفاع عن نفسها خاصة عقب تولي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب مقاليد الأمور في البيت الأبيض.
ومع تدهور العَلاقة عبر الأطلسي بين حلفاء أعظم دول العالم أوروبا والولايات المتحدة، بدأت دول أوروبا تتساءل عن كيفية الدفاع عن نفسها في حال وقوع غزو.
ومع تزايد التصدعات داخل حلف الناتو، أصبح القلق يتصاعد بشأن قدرة القارة على حماية نفسها دون الدعم الأمريكي.
وكان الاجتماع الكارثي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض تأكيد على أن واشنطن لم تعد تعتبر أوروبا أولوية استراتيجية.
فيمَا دعا قادة أوروبيون، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حَسَبَ “العين الإخبارية”، إلى إنشاء جيش أوروبي موحّد؛ أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك حين تعهّد بإرسال قوات بريطانية لحفظ السلام في أوكرانيا كجزء من اتفاق سلام محتمل.
ولكن هل يمكن لأوروبا حقًا أن تدافع عن نفسها؟ بالنسبة لدولة صغيرة ولكنها معروفة مثل لوكسمبورج، يبدو أن الدفاع عن نفسها أمر يكاد يكون مستحيلًا.
وفقًا لإحصاءات عام 2018، تمتلك القوات المسلحة في لوكسمبورج 939 فردًا فقط في الخدمة الفعلية، مما يجعلها الجيش الأصغر في أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، لا تمتلك هذه الدولة الصغيرة سوى مروحيتين فقط من طراز Airbus H145، وهي مروحيات تُستخدم عادةً لنقل الركاب، والنقل المؤسسي، والخدمات الطبية الطارئة، وعمليات البحث والإنقاذ، بدلاً من المهام القتالية.
ما يزيد الوضع سوءًا هو أن الجيش في لوكسمبورج أصبح قوة تطوعية منذ عام 1967 مع ميزانية دفاعية بلغت حوالي 389 مليون دولار في عام 2021، أي ما يعادل 0.57 % من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لحلف الناتو.
ويخضع الجيش للسيطرة المدنية، حيث يتولى الدوق الأكبر للوكسمبورج منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فيمَا يبلغ عدد جنود الاحتياط حوالي 6300 فرد.
في عام 1999، تم دمج الجيش ضمن قوة الأمن العام (Force Publique) التي شملت الدرك والشرطة. ولا تمتلك هذه الدولة غير الساحلية، المحاطة بألمانيا وفرنسا وبلجيكا، قوات بحرية ولولا يوجد لديها قوات جوية منذ عام 2021.
يتكون الجيش من 4 وحدات رئيسية، من بينها الوحدة A، التي يتم دمجها عادةً مع القوات البلجيكية في أثناء العمليات العسكرية.
وتتكوّن هذه الوحدة من مجموعة قيادة وثلاثة فصائل استطلاعية، حيث يحتوي كل فصيل على أربع فرق، وكل فرقة مجهزة بمركبتين مدرعتين من طراز M1114 HMMWV، مزوّدتين برشاشات ثقيلة من عيار .50 M2 Browning.
أما الوحدة B، المعروفة باسم خدمة إعادة التدريب، فهي مخصصة للتدريب والتأهيل التعليمي.
وتُعدّ الوحدة C هي وحدة التدريب العسكري الأساسية، بينما تُعرف الوحدة D بأنها ثاني أكبر كتيبة مشاة في الجيش، حيث تشارك كل من الوحدتين A وD في تدريبات مع قوات الناتو والاتحاد الأوروبي.
وعوضا عن التركيز على بناء جيش قوي، تقدم لوكسمبورغ الدعم المالي لمهمات حفظ السلام الدولية منذ عام 1991، كما شاركت قواتها في النزاعات التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة، وكوسوفو، وأفغانستان.
وتعود أصول الجيش في لوكسمبورغ إلى قانون صدر عام 1817 من قبل ويليام الأول، دوق لوكسمبورغ الأكبر.
وفي عام 1918، تم استخدام الجيش لقمع تمردين شيوعيين صغيرين.
وخلال الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا النازية لوكسمبورغ، وتم نقل قواتها إلى مدينة فايمار في ألمانيا، حيث تم تدريبها كقوات شرطة ألمانية.