شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية توترًا واسعًا هذا الأسبوع، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نشر قوات فيدرالية للتصدي لمظاهرات احتجاجية اندلعت رفضًا لسياسات الهجرة. وقد أثار القرار، الذي قضى بنشر 2000 من أفراد الحرس الوطني، انتقادات من قادة الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا، معتبرين إياه “تصعيدًا غير ضروري” في ظل احتجاجات اندلعت عقب تنفيذ مداهمات لاعتقال مهاجرين غير شرعيين.
تفاصيل المواجهات
امتدت الاحتجاجات على مدار ثلاثة أيام، حيث أضرم المتظاهرون النيران في سيارات واشتبكوا مع قوات الشرطة، وسط انتشار واسع لقوات الحرس الوطني في شوارع ثاني أكبر مدن الولايات المتحدة.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، جاءت هذه الاحتجاجات ردًا على حملات نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، أسفرت عن اعتقال 118 شخصًا من المهاجرين غير الشرعيين، وفقًا لبيان رسمي نُشر السبت الماضي.
وشهدت مدينتا باراماونت وكومبتون المجاورتان احتجاجات مماثلة، حيث استخدمت قوات إنفاذ القانون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق الحشود، في مشاهد وثّقتها مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل الإعلام.
السلطات المحلية والفيدرالية
من جانبه، أكد رئيس شرطة لوس أنجلوس أن وكالته لم تشارك في مداهمات الهجرة، ولم تنسق مسبقًا مع السلطات الفيدرالية، مشيرًا إلى أن الشرطة غير معنية بإنفاذ قوانين الهجرة المدنية أو المشاركة في حملات الترحيل الجماعي.
أما حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، فقد وصف خطوة نشر الحرس الوطني بأنها “تحريضية متعمدة”، مؤكدًا رفضه لهذا التصعيد الفيدرالي.
قرار ترامب
استند ترامب إلى قانون اتحادي نادر الاستخدام يسمح للرئيس الأمريكي بنشر الحرس الوطني الفيدرالي في ثلاث حالات محددة: في حال تعرض البلاد لغزو، أو قيام تمرد، أو تعذّر تنفيذ القوانين باستخدام القوات النظامية. واعتبر ترامب في مذكرته الرسمية أن احتجاجات لوس أنجلوس تمثّل “تمردًا على سلطة الحكومة الأمريكية”، معلنًا إرسال الحرس الوطني لحماية العملاء الفيدراليين ومرافقهم.
ردود الفعل الرسمية
رحب مسؤولون في إدارة ترامب، بينهم وزير الدفاع السابق بيت هيغسيث، بالقرار، معتبرين إياه ضروريًا لحماية المنشآت والعاملين الفيدراليين. بينما أعلنت عضوة الكونغرس عن كاليفورنيا نانيت باراغان رفضها للتدخل العسكري، مؤكدة أن المدينة قادرة على احتواء الموقف دون الحاجة إلى الحرس الوطني، الذي “قد يزيد الأوضاع توترًا”.
موقف الخبراء
اعتبر خبراء الأمن القومي وقادة سياسيون أن الاستناد إلى صلاحيات رئاسية معطلة منذ عقود يمثّل سابقة خطيرة. ووصفت جولييت كايم، كبيرة محللي الأمن القومي في شبكة “سي إن إن”، رد الإدارة بأنه “مبالغ فيه وغير منطقي”.
كما أدانت رابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة القرار، مؤكدة أنه “تصعيد مقلق” في تعامل الإدارة مع قضايا الهجرة وردود فعل المواطنين، خاصة مع الاعتماد على التكتيكات العسكرية.
وتواصلت الاحتجاجات حتى مساء الأحد، حيث أظهرت لقطات جوية إغلاق المتظاهرين مسارات أحد الطرق السريعة الرئيسية في لوس أنجلوس، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور.