نعم أشتاق.. أسير في متاهات العولمة والتكنولوجيا. أبحث عن بصيص ضوء يرشدني إليها. أبحث عن ضفائرها الذهبية عن طمأنينة بين راحتي أمي اللغة العربية.
ذات يوم كنت طفلة نديّة في مهد أمي البيولوجية. وكان أول صوت سمعته آذان يطرب روحي. وشهادة امتدت في داخلي يقيناً وأصالة. وصنعت من ليلى زهرة سحريّة. أيام مرت وأنا أراقب الطريق الذي يوصلني. إلى ذكريات هي أسمى من مسمّى ذكرى.
كنا نجتمع نتداول لغة الشعر فاكهة عند المساء. وتداعب أمي الأطفال بلغة كلمات أم كلثوم تسافر بهم إلى السعودية مع أبو نورا، قبل النوم في حكاية ليلية، في زمن لم يكن يعرف الخوف لأنه يمتلك من الطمأنينة ما يجعله يقف شامخاً قوياً لا يهاب أي مؤثرات دخيلة تغير من أصالته فأصالته حرية ولغته عربية؛ أين أصبحنا الآن .؟ وأين لغة الأمان؟ هل أثر بها الزمان أم أنها موجة غربية.
انقلبت الموازين بين أصحاب البرستيج والقناعات الوهمية وغدا النّغم نشاذاً يدّعون أنه موسيقى ولأزلت أبحث عن أمي لغتي تجذري وأصالتي، أراقب بصمت المنتظر وما أقساه من انتظار يعبث في داخلي ويقيم حروباً لن ينتصر بها إلا عشقي للغة العربية؛ أين نحن مما يحصل في بعض المدارس الخاصة أين الهيام باللغة وأين ذلك الطرب الأصيل الذي يرافق النغمة الشعرية؛ أين الهوية؟؛ بين لوحات إلكترونية مبرمجة باللغة الغربية.
لم تعد لغة التواصل بلغتنا الأم بل باتت اللغات الأجنبية هي السائدة واختلقوا لغة غريبة الأطوار تشتت الأجيال فتشعر أنك أمام علب بلاستيكية فارغة من الشعور فارغة من الجمال ممتلئة بمصطلحات عجيبة، أين دورنا كمثقفين عرب وأين دورنا في التصدي لهذا الخطر؟.
ما أثلج صدري حقيقة ما تقوم به بعض الدول العربية التي تعمل على دعم اللغة بكل الوسائل وأخص بالذكر المبادرة التي قام بها سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطال الله في عمره في تعزيز وتمكين اللغة العربية.
وكذلك اتحاد المثقفين العرب الذي لا يكلّ ولا يملّ ويضع جميع إمكاناته لترسيخ اللغة العربية في نشاطات ثقافية مستمرة.
نعم أنا مع الانفتاح على لغات العالم ومع العلم ومع التطوير وأنا من الناس توقفت عن الكتابة باللغة العربية في فترة زمنية معينة رغم عشقي لها ولكن أصالتي الآن تنادي بلغتي الأم.. جذوري تنادي بلغتي الأم هويتي تنادي..انا ليلى رحال العطفاني.. أنا عربية.