عاد التوتر ليخيم مجددًا على الحدود بين الهند وباكستان، الدولتين النوويتين، عقب هجوم دامٍ وقع قبل أسبوع في الشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وأفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية أطلقت النار من أسلحة خفيفة على مواقعه الحدودية، على غرار ما جرى خلال الليالي الثلاث الماضية، وردّت القوات الهندية بالمثل. وأكدت نيودلهي أنه لم يُسجَّل وقوع ضحايا من جرّاءِ هذه المناوشات.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد حاد للتوترات بعد الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في منطقة باهالغام، التابعة للشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، في أكثر الهجمات دموية بالمنطقة ذات الغالبية المسلمة منذ عام 2000.
ورغم عدم تبني أي جهة مسؤولية عن الهجوم، إلا أن الهند اتهمت باكستان بالضلوع فيه، وهو ما نفته إسلام آباد قطعًا، مطالبة بفتح تحقيق محايد في الحادث.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الهند إجراءات دبلوماسية عقابية شملت تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي مع باكستان، وتقليص عدد الدبلوماسيين في سفارة كل منهما.
وردّت إسلام آباد بعقد اجتماع طارئ للجنة الأمن القومي، وأعلنت عن طرد دبلوماسيين هنود، وتعليق منح التأشيرات للمواطنين الهنود، إلى جانب إغلاق الحدود والمجال الجوي ووقف حركة التجارة مع الهند.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، دعا مجلس الأمن الدُّوَليّ الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد، خاصة مع التاريخ الطويل من النزاعات، إذ خاضت الدولتان ثلاث حروب منذ تقسيم الهند عام 1947.
كما أعربت المملكة العربية السعودية عن مساعيها لاحتواء الأزمة بين الجارتين النوويتين، في حين عرضت إيران لعب دور الوسيط لحل الأزمة سلمياً.