يعيش الإنسان حياة معقدة على الرغم بساطتها الظاهري مقارنة بمتوسط عمر الجنس البشري القصير نسبيا؛ وفي ذلك الصدد هناك قصص مؤلمة لنجوم في مختلف المجالات.
الإمبراطور البرازيلي
من أبرز هؤلاء النجوم كان الإمبراطور البرازيلي أدريانو ليتي ريبيرو، الذي تألق في عمر صغير مع أكبر أندية أوروبا منتخب البرازيل.
أدريانو
حيث كان “أدريانو” أحد أعظم المواهب التي شهدها عالم كرة القدم، لكن مسيرته تحولت بشكل درامي من المجد إلى الانهيار.
البدايات المذهلة
ولد أدريانو في عام 1982 في أحياء الفافيلا الفقيرة في ريو دي جانيرو، وبرز بسرعة كمهاجم خارق بفضل قوته البدنية الهائلة وقدرته على التسديد الصاروخي. انضم إلى نادي فلامنغو البرازيلي، ثم انتقل إلى أوروبا، حيث تألق مع إنتر ميلان وأصبح يُلقب بـ”الإمبراطور”.
القمة مع إنتر ميلان
بين عامي 2004 و2006، كان أدريانو واحدًا من أفضل المهاجمين في العالم، حيث سجل أهدافًا حاسمة للإنتر ومنتخب البرازيل. فاز ببطولات الدوري والكؤوس، وكان يُنظر إليه كخليفة لرونالدو البرازيلي.
بداية السقوط وفاة والده
في عام 2004، تعرض أدريانو لأسوأ صدمة في حياته عندما توفي والده ألتمير ليت ريبيرو بنوبة قلبية. كان والده أهم داعم له، وعندما تلقى خبر وفاته، بدأ انهياره النفسي. قال أحد زملائه في الإنتر:
“عندما دخل غرفة الملابس، كان يحمل هاتفه، ثم بدأ في البكاء والصراخ، ولم يعد هو نفسه بعدها أبدًا.”
الإدمان والانهيار النفسي
بعد وفاة والده، غرق أدريانو في الاكتئاب والإدمان على الكحول. بدأت مستواه يتراجع، وزاد وزنه، وأصبح يتغيب عن التدريبات. على الرغْم محاولات الإنتر دعمه نفسيًا، إلا أن المشاكل استمرت، واضطر للعودة إلى البرازيل.
العودة للبرازيل والسقوط الحر
حاول استعادة مستواه مع ساو باولو ثم فلامنغو، وأظهر ومضات من براعته، لكنه لم يكن نفس اللاعب السابق. ازدادت مشاكله مع الكحول والحفلات وعالم العصابات في ريو دي جانيرو. ظهرت له صور مع تجار مخدرات، وانتشرت تقارير عن ضلوعه في حياة خطيرة داخل الفافيلا.
النهاية الحزينة
بعد محاولات فاشلة للعودة إلى كرة القدم، اعتزل أدريانو رسميًا في 2016. تحولت حياته إلى الغموض، حيث عاش في مناطق الفافيلا، وتردد أنه فقد ثروته وأصبح يعيش بعيدًا عن الأضواء.
ماذا يفعل أدريانو الآن؟
حاليًا، يظهر أدريانو في بعض الفعاليات، لكنه يعيش حياة هادئة، بعيدًا عن كرة القدم. ورغم تاريخه المأساوي، يظل في قلوب الجماهير كأحد أعظم المهاجمين الذين لم يُحققوا إمكاناتهم الكاملة بسبب الأزمات الشخصية.
الموهبة وحدها لا تكفي
قصة أدريانو ليست فقط عن نجم كرة قدم انهار، بل هي تذكير بأن الدعم النفسي والعائلي يمكن أن يكون أكثر أهمية من الموهبة نفسها. فلو حصل على المساعدة المناسبة بعد وفاة والده، ربما كنا سنتحدث اليوم عن أحد أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم.