على الرغم من الإعجاز العلمي الذي وصل إليه البشر في عام 2024، لم يبح العالم بأسراره حتى اللحظة، أو حتى استطاع الزمن أن يعالج أخطاء البشر التي كادت أن تسبب الفَنَاء على كوكب الأرض، ومن ضمن أخطر تلك الأسرار محطة تشيرنوبل المميتة.
300 ثانية حتى الموت
فعلى الرغم من مرور العديد من السنوات لكن يكفي أن تقف 300 ثانية فقط في الغرفة التي تسمى “قدم الفيل” حتى يأتيك الموت المحتم في غضون يومين، على الأكثر.
قدم الفيل
وبداية القصة التي تكشفت عن خطر أشبه بالأفلام الأسطورية الخارقة للطبيعة، في محطة تشيرنوبل المحظورة، عام 1986، وبين عام 86 وهذا الجسم الذي يطلع عليه اسم “قدم الفيل”، قصة طويلة من المعاناة؛ حيث تشكلت الكتلة الشديدة الخطورة من المواد السامة في أعقاب كارثة نووية تعد واحدة من الأخطر في العالم.
2 متر من الكوريوم
هذا الجسم القاتل، عبارة عن كتلة كبيرة بعرض 2 متر من الكوريوم، وهو خليط يشبه الحمم البركانية من المواد الانشطارية التي تم إنشاؤها في قلب المفاعل النووي في أثناء الانصهار النووي، قبل أن ينفجر المعمل النووي ويتسبب في الكارثة.
تصوير قدم الفيل
وبسبب هذا اللغز الإشعاعي الشديد، لم يتمكن المصورون عبر التاريخ من التقاط سوى عدد قليل جدا من الصور لما يسمى بـ”قدم الفيل” الموجودة في ممر توزيع البخار أسفل مفاعل تشيرنوبل.
الدمار سيمتد لقرون
وبعد مرور ما يقرب من 40 عاما على الكارثة حتى اليوم في 2024 يعد الدخول إلى الغرفة الموجود بها قدم الفيل مميتا، فيما يمكن الخطر الحقيقي في أن تلك المنطقة ستستمر كمنطقة تهديد مميتة لقرون.
خمس مرات في التاريخ
وبحسب العلماء تم إنتاج مادة الكوريوم النادرة جدًا خمس مرات في تاريخ الإنسانية ومن هنا لأحد يعرف تماما كيفية التعامل مع قدم الفيل حتى بعد مرور ما يقرب من 40 عاما.
مواد نووية
ومن التفاسير الخطيرة أن كتلة “الكوريوم” أو ما يعرف بقدم الفيل ستظل خطرة لسنوات عديديه قادمة بسبب أن المواد النووية تبرد ببطء.
قصة تشيرنوبل
وقصة تشيرنوبل الحزينة بدأت في 26 أبريل 1986، حينما شهد المفاعل رَقْم 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية زيادة غير متوقعة في الطاقة، ما أدى إلى انفجار وحريق أطلق كميات كبيرة من الإشعاع، في ما يعد أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية.
خريف قارس
وعقب الانفجار المدوي وبينما كانت أطقم الطوارئ تكافح لاحتواء الإشعاع، اكتشفوا الغرفة الأخطر على كوكب الأرض أسفل المفاعل المدمر وفي ذلك الخريف القارس.
ذاب قلب المفاعل
ومن شدة سخونة قدم الفيل حول الفولاذ والخرسانة المستخدمة لحماية قلب المفاعل إلى حمم مشعة بعد أن ذابت من جرّاءِ الانفجار الرهيب.
مواد كيميائية مشعة
وتدريجيا، تسربت هذه الحمم البركانية من المفاعلات، وشقت طريقها عبر الأنابيب، واختلطت بالمزيد من المكونات وتحولت إلى فوضى معقدة من المواد الكيميائية المشعة.
الخطأ القاتل
ويعيش العالم حتى اللحظة ليتذكر هذا الخطأ القاتل الذي كاد أن يتسبب بكارثة كانت من الممكن أن تقضي على البشر تماما وبلا رجعة.