في إطار الحفاظ على وحدة السودان، أعربت القاهرة، عن رفضها للمساعي الرامية إلى تشكيل حكومة موازية بالخرطوم، قائلةً إن هذه المحاولات تعيق جهود توحيد الرؤى.
وحدة السودان
وأكدت وزارة الخارجية في بيانٍها اليوم الأحد: “تعرب جمهورية مصر العربية عن رفضها لأي محاولاتٍ تهدّد وحدةَ وسيادةَ وسلامةَ أراضي السودان الشقيق، بما في ذلك السعي نحو تشكيل حكومةٍ سودانيةٍ موازية”.
وأضاف البيان بحسب “العين الإخبارية”، أن هذا الأمر سيُعقِّد المشهد في السودان، ويعيق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية.
وطالبت مصر “كافة القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والانخراط بصورةٍ إيجابيةٍ في إطلاق عمليةٍ سياسيةٍ شاملة، دون إقصاءٍ أو تدخلاتٍ خارجية”.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 14 مليون نازحٍ ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب، بما يُجنِّب السودان كارثةً إنسانيةً بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جرّاء نقص الغذاء بسبب القتال، الذي امتد إلى 13 ولايةً من أصل 18.
وقال سياسيون سودانيون إن قوات الدعم السريع وقّعت ميثاقًا مع جماعاتٍ سياسيةٍ ومسلحةٍ متحالفةٍ معها، خلال مراسم مغلقةٍ في العاصمة الكينية نيروبي، يوم 22 فبرايرالماضي، لتشكيل “حكومة سلامٍ ووحدة” في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور، غربيّ البلاد، ومساحاتٍ شاسعةٍ من منطقة كردفان، في حربٍ مستمرةٍ منذ ما يقرب من عامين.
ردّ الجيش
وكانت الحكومة الموالية للجيش قد استدعت سفيرها لدى كينيا؛ احتجاجًا على تلك المحادثات التي قادتها قوات الدعم السريع، وأسفرت عن توقيع هذا الميثاق.
ومُني الجيش بخسائر عسكريةٍ لفترةٍ طويلة، قبل أن يحقق مكاسبَ في الآونة الأخيرة في العاصمة الخرطوم ووسط السودان.
وبالتعاون مع الحكومة التي تدعمه، يستخدم الجيش بورتسودان، المطلة على ساحل البحر الأحمر، قاعدةً له.
تعديلات دستورية
يأتي ذلك بعد أيامٍ من إدخال مجلس الوزراء السوداني تعديلاتٍ على الدستور الانتقالي للبلاد لتعزيز سيطرة الجيش، حُذف بموجبها أيُّ إشارةٍ إلى المدنيين وقوات الدعم السريع.
وتمثل هذه التغييرات أول تعديلاتٍ شاملةٍ على الوثيقة الدستورية السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وتأتي بعد تصريح قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بأنه يستعد لتشكيل حكومةٍ في ظلّ الحرب.