أثار ظهور العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام ضمن فعاليات مهرجان موازين الدُّوَليّ بالعاصمة المغربية الرباط موجة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها.
وفي خضم هذا التباين، خرجت أسرة الفنان الراحل عن صمتها ووجهت انتقادًا حادًا للمهرجان، ووصفت ما حدث بـ”المهزلة والفضيحة الكبرى”.
بداية الأزمة
بدأت القصة حينما عرضت إدارة مهرجان موازين حفلًا بتقنية الهولوجرام للفنان عبد الحليم حافظ على المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء الإثنين، وهو ما اعتبرته أسرة العندليب اعتداءً صارخًا على صورة الفنان وإرثه الفني.
وعبر الصفحة الرسمية لعبد الحليم حافظ على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبت أسرته منشورًا جاء فيه:
“مهزلة وفضيحة كبرى في حفل موازين اليوم، لم يكتفوا بتقديم عبد الحليم بشكل كارتوني ساخر، بل ظهر بنصف جسد فقط، وكل من حضر الحفل أكد أنه كان صادمًا بكل المقاييس. نحن كأسرة كنا قد حذرنا سابقًا من هذا الحفل، ورفضنا التعاون مع الشركة المنتجة بسبب إخفاق مشابه في عام 2021. لقد أساؤوا للفنان ولرموز الفن العربي، ونعتزم اتخاذ الإجراءات القانونية، وسنرى ما إذا كان رئيس المهرجان سيستمر في موقعه بعد هذه السقطة”.
تفاصيل الحفل
انطلق الحفل بأغنية “الماء والخضرة والوجه الحسن”، تلتها مجموعة من أشهر أعمال عبد الحليم حافظ، من بينها: “أول مرة تحب يا قلبي”، “بلاش عتاب”، “جبار”، “زي الهوى”، “جانا الهوى”، و”حبك نار”.
ورغم الطابع الاحتفالي للفقرات، إلا أن الجدل اشتعل فور ظهور الهولوجرام، خاصة بعد أن اعتبرت الأسرة أن استخدام صورة وصوت الفنان الراحل جرى دون موافقتها.
رد الجهة المنظمة
من جهتها، أصدرت جمعية “مغرب الثقافات” – الجهة المنظمة لمهرجان موازين – بيانًا رسميًا أوضحت فيه أن جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بإنتاج العرض بتقنية الهولوجرام قد تم اتخاذها مسبقًا، بما في ذلك الحصول على التراخيص اللازمة لاستغلال صورة وصوت وأعمال عبد الحليم حافظ، من الجهة المعنية رسميًا بإدارة تلك الحقوق.
وأكدت الجمعية في بيانها أن اعتماد تقنية الهولوجرام يأتي ضمن رؤية تجمع بين الابتكار والاحترام الصارم للقوانين والضوابط الأخلاقية، مضيفة:
“مهرجان موازين، ومنذ تأسيسه، ظل ملتزمًا بصون حقوق المبدعين وأسرهم، واحترام الرموز الثقافية. ويهدف هذا الحفل التكريمي إلى استحضار محطة مشرقة في تاريخ الموسيقى العربية، بروح من التقدير والاحترام لإرث عبد الحليم حافظ”.
التحقيقات القانونية
وفي ظل التباين بين موقف الأسرة والجهة المنظمة، تبقى المسألة مرهونة بنتائج التحقيقات القانونية والمواقف المستقبلية التي قد يتخذها الطرفان، سواء عبر المسار القضائي أو عبر محاولات التسوية.