نشرت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية تقريرا حمل عنوان اليوم في التاريخ، يتكلم عن لحظة القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وبدأت الوكالة الأمريكية تقريرها بالحديث عن لحظة القبض على الرئيس العراقي الراحل وكتبت: “في 13 ديسمبر 2003، ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين بينما كان مختبئًا في حفرة أسفل مزرعة في الأدوار بالعراق، بالقرب من مسقط رأسه تكريت”.
وكانت نشرت “الأسوشيتد برس”، في بداية يونيو الماضي تقرير حول إنهاء المهمة الأمريكية ي العراق الجريح بعد 21 عاما من الحرب الأمريكية على بغداد والإطاحة بنظام صدام حسين.
وكانت صوتت الأمم المتحدة لمصلحة إنهاء المهمة السياسية في العراق التي تم تشكيلها بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003 والتي أطاحت بصدام حسين
إنهاء مهمة الأمم المتحدة بالعراق
حيث صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، على إنهاء مهمة الأمم المتحدة السياسية في العراق التي تأسست عام 2003 في أعقاب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة والذي أطاح بصدام حسين لتنسيق الجهود الإنسانية وجهود إعادة الإعمار بعد الصراع، وللمساعدة في استعادة حكومة تمثيلية في البلاد. “بحسب وصف الوكالة الأمريكية”.
وطلبت الحكومة العراقية من المجلس في رسالة بتاريخ 8 مايو إنهاء المهمة بحلول نهاية عام 2025، وهذا ما يفعله القرار: فهو يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، المعروفة باسم UNAMI، لمدة 19 شهرًا نهائيًا، حتى 31 ديسمبر 2025 حيث ستتوقف جميع أعمالها.
ويطلب القرار الذي رعته الولايات المتحدة من الأمين العام أنطونيو جوتيريش إعداد “خُطَّة انتقالية وتصفية” بالتشاور مع الحكومة العراقية بحلول 31 ديسمبر2024، حتى تتمكن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) من البدء في نقل مهامها وسحب الموظفين والأصول.
وقال المجلس إنه يدعم جهود العراق المستمرة لتحقيق الاستقرار، بما في ذلك معركته المستمرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”ومتطرفي القاعدة والمنتسبين إليهم.
وفي عام 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا واجتذب عشرات الآلاف من المؤيدين من جميع أنحاء العالم.
وقد هُزِم المتطرفون على يد التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019، لكن خلاياهم النائمة لا تزال موجودة في كلا البلدين.
2500 جندي أمريكي
ويسعى العراق أيضًا إلى إنهاء التحالف العسكري الذي تم تشكيله لمحاربة تنظيم داعش؛ وتنتشر القوات الأمريكية البالغ عددها 2500 جندي في جميع أنحاء البلاد، معظمهم في منشآت عسكرية في بغداد وفي الشمال.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن قوات الأمن العراقية قادرة على التعامل مع خلايا داعش المتبقية في البلاد ولم تعد هناك حاجة لوجود التحالف.
وأعرب مكتب السوداني عن “ترحيبه وتقديره” لتصويت مجلس الأمن، وقال في بيان له إن قرار المجلس “جاء نتيجة التقدم الملموس الذي يشهده العراق على مختلف الأصعدة”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام “جوتيريش” وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “ملتزمان تماما” بالوفاء بالمهام الواردة في القرار و”تظل الأمم المتحدة ملتزمة بقوة بدعم العراق في تطلعاته إلى مستقبل سلمي وآمن”.
وقال دوجاريك إن “جوتيريس” أشار إلى إنجازات مهمة في العراق منذ إنشاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في أغسطس 2003، مشيراً إلى المساعدة التي تقدمها البعثة في تعزيز الحوار السياسي الشامل في البلاد، وإجراء الانتخابات، وتعزيز المساءلة، وحماية حقوق الإنسان وتنسيق عودة وإعادة إدماج اللاجئين. الأشخاص النازحين داخل البلاد.
إغلاق مهمة يونامي
ويعرب القرار لإغلاق مهمة يونامي عن دعم جهود الإصلاح في العراق الرامية إلى مكافحة الفساد واحترام وحماية حقوق الإنسان وتقديم الخدمات الأساسية لشعبه وخلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد.
ويطلب من الأمين العام تبسيط مهام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق قبل إغلاق البعثة للتركيز على تقديم المشورة والدعم والمساعدة الفنية للحكومة لتعزيز الاستعدادات لإجراء انتخابات حرة، بما في ذلك انتخابات البرلمان الاتحادي وبرلمان إقليم كردستان.
كما يأذن لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق بتيسير التقدم نحو الحل النهائي للقضايا العالقة بين العراق والكويت، الناجمة عن غزو صدام حسين لجارته الأصغر في أغسطس 1990.
بالإضافة إلى ذلك، ينص القرار على أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يجب أن تساعد في عودة النازحين العراقيين والموجودين في سوريا، مع توفير الرعاية الصحية والخدمات الأخرى وفي التنمية الاقتصادية.
كما يخول مهمة “تعزيز المساءلة وحماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي والقانوني”.
ورحب نائب السفير الأمريكي روبرت وود باعتماد القرار بالإجماع وخطط الإنهاء المنظم لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.
وقال للمجلس: “نحن جميعا ندرك أن العراق تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأن مهمة يونامي بحاجة إلى إعادة تنظيم كجزء من التزامنا بتعزيز عراق آمن ومستقر وذو سيادة”.
نائبة سفير روسيا بالأمم المتحدة
وشددت آنا إيفستينييفا نائبة سفير روسيا لدى الأمم المتحدة على أن المهم بالنسبة لموسكو في التصويت لصالح القرار هو أن الولايات المتحدة أخذت في الاعتبار الأولويات التي أراد العراق أن تركز عليها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في أشهرها الأخيرة.
وقالت: “نحن مقتنعون بأنه خلال السنوات العشرين التي تلت تأسيسها، أدركت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالكامل إمكاناتها للمساعدة في استعادة الدولة العراقية وأن شعب العراق مستعد الآن لتحمل المسؤولية الكاملة عن المستقبل السياسي للبلاد”.
وأضافت “نعرب عن دعمنا الثابت لسيادة العراق ونعارض أي تدخل في شؤون البلاد الداخلية، وهذا أمر حتمي.”
وعلى الجانب الأخر وبعد مرور 21 عاماً على سقوط نظام صدام حسين، وتشكيل 8 حكومات، وانتخاب 6 دورات برلمانية، يرى نواب ومسؤولون سابقون في بغداد أن تجربة “العراق الجديد لم يُكتب لها النجاح حتى الآن”.
ولا يحتفل العراق رسمياً بهذا اليوم، على الرغْم أن أعضاء في مجلس الحكم المؤقت دعوا إلى عدِّه “عيداً رسمياً”، كما أن الاهتمام الشعبي والسياسي بهذه المناسبة تراجع كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية.
الديمقراطية بالعراق
وعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات على سقوط صدام، رأت النخبة السياسية في العراق أن كل تلك السنين لم تكن كافية لإنجاح التجربة الديمقراطية في بغداد.
فيما أرجع الساسة العراقيين هذا الفشل إلى “التنافس بين الزعامات السياسية والتدخلات الإقليمية في الشأن العراقي”.
وفي ذلك الصدد قال وقال وزير الكهرباء العراقي الأسبق كريم حسن وحيد، حَسَبَ “الشرق الأوسط”، “الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف من غزو العراق إلى اجتثاثه من منظومة الدفاع القومي العربي، وإحداث اختلال في التوازن الإقليمي بزرع نظام جديد تتولاه قيادات ساذجة”. “على حد تعبيره”.
ورأى “وحيد”، الذي شغل منصباً وزارياً ضمن كبينة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، أن الخلل في تركيبة النظام السياسي العراقي بدأت حينما تولت قيادات سياسية صناعة القرار تحت تأثير الرغبة في الانتقام،
مشيرا إلى أن هذه الطريقة لن يُكتب لها النجاح بعد عقود من الشمولية التي عبثت بالبلاد في مستويات مختلفة.
ضريبة الاحتلال
وفي سياق متصل قال النائب في البرلمان العراقي حسين عرب، وهو من الجيل السياسي الثاني، إن “ما حدث بعد عام 2003 احتلال بضريبة لا تزل تُدفع حتى اليوم”، وأوضح أن “الوصول إلى ديمقراطية راسخة يحتاج إلى وقت أطول”.
وأضاف عرب، في حديث حَسَبَ “الشرق الأوسط”:، أن “أحزاب الإسلام السياسي حولت الديمقراطية إلى شكل مشوه يعتمد على الابتزاز والثراء غير القانوني”.
ورجّح عرب أن “يخرج الجيل الأول الذي أسس عراق ما بعد صدام عن الخدمة في غضون دورة برلمانية واحدة”. “على ما تعبيره”.
حصيلة التغيير
ومن جانبه قال رئيس مركز “كلواذا للدراسات”، باسل حسين، إن الحصيلة النهائية لتغيير النظام متواضعة، ولا تصب في صالح الأميركيين ومن جاء معهم، كما أنها أفسحت المجال للتدخل الإقليمي في العراق.
وأضاف حسين حَسَبَ “الشرق الأوسط” : المنطقة أصبحت أكثر اضطراباً الآن، بحالة لا يقين طاغية، بينما تزداد الأمور سوءاً مع التمدد الإيراني أكثر في العراق.
وأضاف حسين، العراق تحول بعد الحرب الأمريكية من دولة ند لإيران إلى تابع لها، وأداة في صراعها مع الغرب والمحيط العربي.
وخلال العقدين الماضيين، عانت بغداد أزمات أمنية وسياسية مركبة، بدأت بالعنف الطائفي عام 2005، والأعمال الإرهابية منذ نشوء تنظيمي القاعدة، ثم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” لاحقاً.
فيما لا تزل العراق تنتظر لحظة شروق الشمس من جديد للعودة إلى الحض العربي كواحدة من ضمن دول الثقل في المنطقة لمواجهة التحديات المتصاعدة وَسْط أجواء مضطربة.