أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن إدانتها الشديدة للهجوم المسلح الذي استهدف أحد مستشفياتها في جنوب السودان، مؤكدة أن الاعتداء شكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدُّوَليّ الإنساني، وأسفر عن تدمير واسع للمعدات الطبية وسرقة كميات كبيرة من الإمدادات الحيوية المخصصة للرعاية الصحية، في وقت يشهد فيه الإقليم أوضاعًا إنسانية متدهورة.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة البريطانية لندن انعقاد مؤتمر دُوَليّ لدعم السودان، أسفر عن جمع أكثر من 800 مليون يورو كمساعدات ومنح، بهدف التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، التي تهدد حياة ملايين المدنيين بسبب النزاع المستمر.
من جانبه، علّق الباحث القانوني والحقوقي هشام أبو ريدة على تطورات الوضع، معتبرًا أن الحرب في السودان تسير ضمن مسار ممنهج ينتهك مبادئ القانون الدُّوَليّ، خاصة مع تعطيل الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، ما يزيد من معاناة السكان المحليين.
وانتقد أبو ريدة حَسَبَ “سبوتنك”، موقف المجتمع الدُّوَليّ، مشيرًا إلى أن القرارات العالمية تُتخذ غالبًا وفقًا للمصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى، وليس بناءً على اعتبارات إنسانية. وأوضح أن المؤتمرات الدولية – ومنها مؤتمر لندن – قد تُستخدم كوسائل لإعادة ترتيب المشهد السياسي وفق أجندات خفية، دون التركيز على وقف حقيقي لإطلاق النار أو التوصل إلى حلول مستدامة.
وأضاف أن آليات وقف الحرب معروفة في ميثاق الأمم المتحدة، لكن تجاهلها لمصلحة المصالح الضيقة يُبقي الصراع مفتوحًا، ويطيل أمد الكارثة الإنسانية في السودان.