يذخر عالم كرة القدم بالعديد من القصص الملهمة والمؤثرة عن نجوم وعظماء حققوا إنجازات ضخمة بعد معاناة إنسانية مريرة
الملك الراقص
من ضمن تلك الأسماء روجيه ميلا، أو كما يسميه عشاق كرة القدم “الملك الراقص”، هو أحد أعظم نجوم الكرة الأفريقية على مر العصور.
روجيه ميلا
اسمه الكامل ألبرت روجيه ميلا، وُلد في 20 مايو 1952 في العاصمة الكاميرونية ياوندي، وبدأت رحلته مع الساحرة المستديرة في سن مبكرة، قبل أن يُخلّد اسمه في سجلات كأس العالم كواحد من أيقونات اللعبة.
البدايات من شوارع ياوندي
بدأ ميلا مسيرته في نادي ليون ياوندي، ثم انتقل إلى نادي تونير ياوندي، حيث جذب الأنظار بموهبته الفطرية وسرعته المدهشة، لتفتح له أبواب الاحتراف في أوروبا.
الملاعب الفرنسية
في منتصف السبعينات، انتقل ميلا إلى فرنسا، حيث لعب في أندية مثل: فالنسيان، موناكو، باستيا، سانت إتيان، مونبلييه.
الأسد الراقص
أثبت الأسد الراقص خلال هذه السنوات أنه مهاجم من الطراز الرفيع، يتميز بالذكاء داخل منطقة الجزاء، وحس تهديفي عالٍ.
كأس العالم 1990
اللحظة الأهم في مسيرة ميلا جاءت في كأس العالم 1990 بإيطاليا، حين طلب منه رئيس الكاميرون شخصيًا العودة من الاعتزال لتمثيل منتخب بلاده في البطولة، على الرغْم أنه كان يبلغ من العمر 38 عامًا وقتها.
ربع النهائي
ما حدث بعد ذلك كان أسطورة حية؛ حيث سجل 4 أهداف في المونديال، وأسهم في قيادة الكاميرون إلى ربع النهائي، لتصبح أول دولة أفريقية تصل إلى هذا الدور في تاريخ كأس العالم.
أيقونة للفرح الأفريقي
احتفل بكل هدف بـ رقصة شهيرة قرب الراية الركنية أصبحت علامته المميزة وأيقونة للفرح الأفريقي.
مونديال 1994
لم يتوقف ميلا عند ذلك الحد. عاد مجددًا للمشاركة في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، بعمر 42 عامًا، وسجّل هدفًا ضد روسيا، ليصبح أكبر لاعب يسجل هدفًا في كأس العالم، رَقَم ظلّ صامدًا لسنوات طويلة.
الجوائز والتكريمات
اختير الأسد الكاميروني كأفضل لاعب أفريقي في القرن العشرين من قِبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم؛ كما تم اختياره ضمن قائمة “أفضل 125 لاعب حي” التي وضعها بيليه في عام 2004، ليصبح في النهاية رمزًا عالميًا لكرة القدم الأفريقية وسفيرًا للرياضة والتنمية.
ميلا اليوم
بعد اعتزاله، واصل ميلا العمل في مجال الرياضة كسفير دُوَليّ لكرة القدم، وشارك في مبادرات إنسانية وتنموية في إفريقيا، واعتُبر قدوة للعديد من اللاعبين الناشئين في القارة.
أسطورة تحدّت الزمن
روجيه ميلا لم يكن مجرد مهاجم… بل أسطورة تحدّت الزمن، أعادت تعريف “العمر في الرياضة”، وقدّمت كرة القدم الأفريقية للعالم بروحها، وعنفوانها، ورقصتها الشهيرة