في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجّه المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، رسالة حازمة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن إيران لن ترضخ لأي تهديد، وستردّ بقوة على أي اعتداء يستهدف أمنها وسيادتها.
تهديدات خامنئي
وجاءت تصريحات خامنئي، في خطاب متلفز بثته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، عقب التصريحات الأخيرة التي أطلقها ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”، التي دعا خلالها طهران إلى “الاستسلام غير المشروط”، ملوحًا بإمكانية تنفيذ ضربات عسكرية أمريكية بدعم من إسرائيل، على خلفية التصعيد العسكري المتواصل في المنطقة.
وقال خامنئي: “الشعب الإيراني لا يخضع للغة التهديد، ولن نسمح لأي جهة بفرض شروطها علينا؛ إيران صامدة، وأي مغامرة عسكرية ضدها ستواجه بردّ حاسم يعجز المعتدون عن تصور تبعاته”.
كما حذّر المرشد الإيراني من أن أي اعتداء أمريكي سيشعل حربًا لا يمكن التنبؤ بنتائجها، موضحًا أن تداعيات مثل هذا الهجوم لن تقتصر على حدود المنطقة، بل ستمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، في إشارة إلى احتمال تصاعد النزاع ليأخذ طابعًا إقليميًا ودوليًا.
وفي سياق متصل، وجّه خامنئي تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، معتبرًا أن الاعتداءات الأخيرة التي شنّتها تل أبيب ضد أهداف إيرانية “لن تمر دون رد”.
وقال المرشد الإيراني: “الكيان الصهيوني ارتكب حماقة كبرى، وعليه أن يتحمّل تبعاتها. المعركة قد بدأت، وردّنا قادم في الوقت والمكان المناسبين”.
مواجهات عسكرية ومخاوف دولية
وعلى الصعيد الميداني، شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، أعقبها قصف إيراني مكثف بصواريخ باليستية بعيدة المدى باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وَسْط تحذيرات أممية ودولية من اتساع رقعة الصراع.
في المقابل، لم تستبعد مصادر أمريكية رسمية أن تدرس واشنطن خيارات التدخل العسكري المباشر في حال استمرار التصعيد، فيما عبّرت عدة عواصم أوروبية وروسيا عن قلقها من احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، داعية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف الأعمال العسكرية فورًا.
ترامب يهدد ونتنياهو يلوّح
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نشر، الإثنين الماضي، سلسلة من التصريحات عبر منصته الخاصة، قال فيها إن بلاده تعرف مكان وجود المرشد الإيراني، وإنه “هدف سهل”، مستدركًا أنه “لن يتم استهدافه في الوقت الحالي”.
وأضاف ترامب: “صبرنا يوشك على النفاد، ولا نرغب برؤية مزيد من الصواريخ تُطلق على المدنيين والجنود الأمريكيين”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة تلفزيونية، حسب “العين الإخبارية”، إن بلاده لن تتردد في استهداف القيادات الإيرانية العليا إذا لزم الأمر، معتبراً أن مثل هذه الضربة قد تفضي إلى “إنهاء الصراع بدلًا من تصعيده”.
العالم يترقّب
ويترقب المجتمع الدُّوَليّ بحذر شديد تطورات المشهد في الشرق الأوسط، وَسْط مؤشرات على إمكانية انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، مع تصاعد القصف المتبادل والتصريحات النارية بين الأطراف المتصارعة، في واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا وخطورة التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.