في الآونة الأخيرة، شهد الوسط الإعلامي الرياضي المصري هجرة جماعية نحو القنوات السعودية، فأصبحت السعودية مغناطيس يجذب الاعبين ذات الفئة الأولي علي سبيل المثال لا الحصر، كريستاينو رونالدو، ولم تكتفي بذلك بل ضمت عدد من الشخصيات البارزة في مجال الإعلام والتحليل الرياضي بمصر تحديدا إلى شبكة قنوات SSC السعودية.
فإن هذا الانتقال يترك خلفه فجوة في المشهد الإعلامي المصري، مما قد يتطلب بذل مزيد من الجهود لتعويض هذا الفراغ بشخصيات جديدة قادرة على جذب الجماهير وتقديم محتوى رياضي متميز.
من بين هؤلاء الإعلاميين الذين انتقلوا نجد أسماء معروفة ومؤثرة في المشهد الإعلامي المصري مثل المعلق والإعلامي الرياضي الكبير مدحت شلبي، والمحللان الرياضيان تامر بدوي، وأحمد عز، والإعلامي أحمد عفيفي، والمعلقان بلال علام وحاتم بطيشة، وآخر المنضمين حديثا إبراهيم فايق، تعَد هذه الانتقالات ظاهرة تثير الكثير من التساؤلات والنقاشات بين الجمهور والمحللين.
الآثار الإيجابية والسلبية لانتقال الإعلاميين المصريين إلى القنوات الرياضة السعودية
بشكل عام، يمكن رؤية هذا الانتقال كجزء من عملية التحول الطبيعية في الإعلام الرياضي، ولكن يتطلب تقييم دقيق للآثار الإيجابية والسلبية لهذا التحول على المستوى المحلي، والإقليمي من حيث عدة نقاط:
١- يبدو أن هيئة ترفيه بالسعودية بقيادة المستشار تركي آل شيخ تستهدف بشكل واضح الاستفادة من الخبرات والكفاءات في كل المجلات بما فيها الإعلام، فكوادر الإعلام المصري ستعزز مستوى التغطية الرياضية للدوري السعودي وزيادة جاذبيته، وهو ليس بأمر جديد، فالكوادر المصرية مطلوبة في جميع الدول العربية والعالمية.
٢- يُعتبر استقطاب الإعلاميين المصريين جزءًا من استراتيجية لزيادة التنافسية والجودة في البرامج الرياضية المقدمة للمشاهدين السعوديين.
٣- قد يشير هذا الانتقال الجماعي إلى وجود مشاكل وتساؤلات كثيرة في الإعلام المصري، مثل ما هي أسباب لهذه الهجرة؟ هل قلة الاستثمار في الكوادر الإعلامية وقدراتها؛ مما يجعل الإعلاميين يبحثون عن فرص أفضل خارج البلاد؟ يمكن أن يسبب ذلك فراغًا في الإعلام المصري وقلة في التنوع والجاذبية، خاصة إذا كانت الشخصيات المغادرة ذات قاعدة جماهيرية جارفة، فمن يعوضها أم لا يمكن تعويضها؟
٤- بهذه الهجرة هناك مؤشرات بزيادة تحولات في المشهد الإعلامي العربي، حيث ستزداد القنوات السعودية تأثيراً وجاذبيةً، والتنافس بقوة مع القنوات الأخرى.
ولكن السؤال الذي يزال يتردد علي ألسنة متابعي الكرة المصرية الخاصة، هل يستمر نزيف الكوادر الإعلامية في القنوات المصرية؟ ومن هو القادم؟ أم يتم دفع بكوادر شابة جديدة مع الدعم والحفاظ علي الكوادر المتبقية؟