أستيقظ العالم صباح اليوم على صفحة جديدة من صفحات التصعيد في الشرق الأوسط الذي يعاني من الأزمات والانقسامات وعدم الاستقرار؛ غير أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية أعطى أزمة الحرب الإيرانية الإسرائيلية لقب أزمة من العيار الثقيل.
بدأت القصة حينما وجهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة على المنشآت النووية الإيرانية ما تسبب في ردود فعل دولية واسعة، وَسْط تباين في المواقف بين الإدانة والترحيب، والتحذير.
بدأت القصة الحزينة حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، أن بلاده شنّت ضربات «دمرت بشكل تام وكامل» ثلاث منشآت نووية في إيران، وهدد بالمزيد من الهجمات إذا لم تسعَ طهران إلى السلام.
وجاءت هذه الضربات بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على مواقع نووية وعسكرية إيرانية، تحولت إلى حرب مفتوحة بين الدولتين؛ وترد طهران منذ ذلك الحين بإطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل.
حرب كارثية
أما في الداخل الأمريكي، تصاعدت الانتقادات من الحزب الديمقراطي ضد الرئيس ترامب بسبب الضربة التي نُفذت دون العودة إلى الكونجرس.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، في بيان: «لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه، ولم يحصل على إذن من الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أمريكا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط».
إيران
فيما وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات الأمريكية بأنها «شنيعة»، محذرًا من أنها ستترك «تداعيات دائمة»، مؤكدًا أن إيران «تحتفظ بكل الخيارات» للدفاع عن سيادتها.
وقال عراقجي حَسَبَ “العين الإخبارية” : «ارتكبت الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدُّوَليّ، انتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدُّوَليّ، ومعاهدة حظر الانتشار النووي، عبر مهاجمة المنشآت السلمية النووية لإيران».
وأضافت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: «تؤكد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للأمة الإيرانية العظيمة أنه على الرغْم مؤامرات أعدائها الخبيثة… فإنها لن تسمح بتوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية (النووية) التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين».
الأمم المتحدة
وفي ذلك الصدد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن «قلقه العميق» إزاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، واصفًا إياها بأنها «تصعيد خطير في منطقة تقف على حافة الهاوية».
وقال في بيان: «في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى»، مضيفًا: «لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام».
الناتو
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، في تصريح لوكالة «رويترز»، إن الحلف يراقب الوضع عن كثب في أعقاب الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضح المسؤول أن «الأمين العام يتلقى تقارير أمنية محدثة، ويجري مشاورات مع الحلفاء بشأن تداعيات التصعيد في الشرق الأوسط».
مصر
فيما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها البالغ إزاء التطورات في إيران، معتبرة أن التصعيد المتسارع ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم في المنطقة.
وأكدت القاهرة في بيان رسمي حَسَبَ “العين الإخبارية”، رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة أو القانون الدُّوَليّ، وشددت على ضرورة احترام سيادة الدول، داعية إلى وقف فوري للتصعيد وتغليب لغة الحُوَار.
وأشارت إلى أن الحل السياسي والدبلوماسي—هو السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق تسوية دائمة.
الإمارات
أعربت دولة الإمارات، عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وطالبت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية بـ«ضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار».
وأكدت وزارة الخارجية على «ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة».
وجددت أبو ظبي مطالبتها المجتمع الدُّوَليّ بـ«حشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات».
وحثت وزارة الخارجية الإماراتية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدُّوَليّ على الاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال العمل الجاد على حل القضايا المزمنة في المنطقة التي باتت على المحك وتُشكّل تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
كما شددت الوزارة على إيمان دولة الإمارات بأن الحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، مؤكدة ضرورة الاستفادة من تجارب المنطقة التاريخية وحروبها، وما تحمله من دروس وعبر.
السعودية
بدورها، أكدت السعودية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في إيران المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت في بيان لوزارة الخارجية على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة إيران، لتعرب عن ضرورة بذل كل الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.
كما دعت المجتمع الدُّوَليّ إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
عُمان
وأعربت سلطنة عُمان عن بالغ القلق والاستنكار إزاء التصعيد الناجم عن القصف الجوي المباشر الذي شنته الولايات المتحدة على مواقع في إيران.
وأدانت سلطنة عُمان، في بيان لوزارة الخارجية اليوم هذا العدوان غير القانوني ودعت إلى خفض التصعيد الفوري والشامل، مضيفة أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يهدد بتوسيع رقعة الحرب.
وأوضحت أنه يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدُّوَليّ وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية الخاضعة لإشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب البروتوكولات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت النووية بسبب مخاطر التلوث والإشعاع.
الاتحاد الأوروبي
فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى تفادي مزيد من التصعيد عقب الضربات الأمريكية على إيران، ووصفت الوضع بأنه «خطوة إلى الوراء».
وكتبت على منصة «إكس»: «لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأنه يشكل تهديدًا للأمن العالمي»، داعية «كل الأطراف إلى التراجع خطوة إلى الوراء والعودة إلى طاولة المفاوضات»؛ وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون تطورات الوضع في اجتماعهم المقرر يوم الإثنين.
قطر
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن «أسفها» لقصف المنشآت النووية الإيرانية، محذّرة من تداعيات كارثية على مستوى الإقليم والعالم.
وقالت في بيان رسمي: «تتابع دولة قطر بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مضيفة أن «التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حاليًا سيقود إلى تداعيات كارثية إقليميًا ودوليًا».
بريطانيا
بدوره، حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات مؤكدا أن الأولوية لا تزال لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في بيان صادر عن الحكومة في لندن، الأحد، عقب القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الرئيسية الثلاثة.
وقال ستارمر، في البيان: “يُشكل البرنامج النووي الإيراني تهديدا خطيرا للأمن الدُّوَليّ. لا يُمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، واتخذت الولايات المتحدة إجراء للحد من هذا التهديد”.
العراق
فيما دان العراق الضربات الأمريكية، واعتبرها «تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والسلم في المنطقة».
وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان: «يُشدد العراق على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحُوَار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم».
وأضاف أن العراق «يجدد دعوته إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، ويشدد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم الزج بالمنطقة في حرب مدمرة».
نيوزيلندا
ومن جانبه قال وزير خارجية نيوزيلندا، وينستون بيترز، في بيان رسمي: «إننا على علم بالتطورات التي حدثت في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك إعلان الرئيس ترامب عن القصف الأمريكي لمنشآت نووية في إيران».
وأضاف: «الأعمال العسكرية الجارية في الشرق الأوسط مقلقة للغاية، ومن المهم تجنب المزيد من التصعيد.
تدعم نيوزيلندا بقوة الجهود المبذولة في سبيل الدبلوماسية. ونحث جميع الأطراف على العودة إلى المحادثات.
فالدبلوماسية ستحقق حلا أكثر استمرارية مقارنة مع المزيد من الإجراءات العسكرية».
أستراليا
أكد المتحدث باسم الحكومة الأسترالية أن «الوضع الأمني في المنطقة متقلب للغاية»، مشيرًا إلى أن «برنامج إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديدًا للسلم والأمن الدوليين».
وأضاف: «علمنا بتصريح الرئيس الأمريكي بأن الوقت حان للسلام. ونواصل الدعوة إلى التهدئة والحوار والدبلوماسية، ونعارض بشدة أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى تدهور الأمن الإقليمي والدولي».
المكسيك
في بيان رسمي عبر منصة «إكس»، دعت وزارة الخارجية المكسيكية إلى «الحُوَار الدبلوماسي العاجل» من أجل السلام بين أطراف الصراع.
وقالت: «تماشيًا مع مبادئنا الدستورية في السياسة الخارجية وقناعة بلدنا المسالمة، نكرر دعوتنا إلى تهدئة التوتر في المنطقة. الأولوية القصوى الآن هي استعادة التعايش السلمي بين دول الشرق الأوسط».
فنزويلا
فيما نددت فنزويلا بشدة بالضربات الأمريكية، ووصفتها بـ«العدوان العسكري الخطير».
وقال وزير الخارجية إيفان جيل في بيان عبر «تيليجرام»: «تدين فنزويلا بحزم وبشكل قاطع القصف من جانب جيش الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على طلب دولة إسرائيل، ضد المنشآت النووية في إيران، بما في ذلك مواقع فوردو ونطنز وأصفهان».
وطالبت كاراكاس بوقف فوري للأعمال القتالية، داعية المجتمع الدُّوَليّ إلى «اتخاذ موقف حازم ضد الاعتداءات».
كوبا
بدوره، قال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل، في منشور على منصة «إكس»: «ندين بشدة قصف الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية، الذي يشكل تصعيدًا خطيرًا للصراع في الشرق الأوسط».
وأضاف: «هذا العدوان ينتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدُّوَليّ، ويغرق الإنسانية في أزمة ذات عواقب لا يمكن تداركها».
ألمانيا
دعا المستشار الألماني فريدريش ميترس، الأحد، إلى العودة السريعة إلى المسار الدبلوماسي، عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران.
وقال المتحدث باسم المستشار، شتيفان كورنيليوس، إن على إيران «أن تبدأ فورًا مفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع»، مشيرًا إلى أن برلين تعتقد أن «أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني تضررت بفعل الضربات».
دولة الاحتلال الإسرائيلي
ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم الأمريكي، واصفًا إياه بـ«الجرأة» و«المنعطف التاريخي» الذي يمكن أن يقود الشرق الأوسط نحو السلام.
وفي رسالة مصوّرة موجهة إلى ترامب باللغة الإنجليزية، قال نتنياهو: «أشكركم، وشعب إسرائيل يشكركم»، مضيفًا: «في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أمريكا أن لا نظير لها»، معتبرًا أن ترامب يفرض بذلك «منعطفًا تاريخيًا من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام». “على حد زعمه”
وأضاف رئيس وزراء دولة الاحتلال: «السلام من خلال القوة. أولًا تأتي القوة، ثم يأتي السلام». “على حد وصفه”
وزعم نتنياهو في كلمة بالعبرية مخاطبًا الإسرائيليين الانتصار قائلا: «تذكرون أنني منذ بداية الحرب مع إيران التي شنتها إسرائيل في 13 يونيو، وعدتكم بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى… تم الوفاء بهذا الوعد».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، فزعم في منشور على منصة «إكس»، إن دونالد ترامب «حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الليلة»، مضيفًا: «لقد أثبت عمليًا أنه يستحق لقب قائد العالم الحر؛ وسيبقى دائمًا في الذاكرة الصديق الحقيقي للشعب اليهودي ودولة إسرائيل». “على حد قوله”.
من جهته، زعم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج على «إكس»: أن «هذه الخطوة الشجاعة تخدم أمن وسلامة العالم الحر أجمع. آمل في أن تقود إلى مستقبل أفضل للشرق الأوسط، وتساعد في الدفع قدما بالإفراج العاجل عن رهائننا المحتجزين في غزة». ” على حد تعبيره”