بادِئَ ذِي بَدْءٍ. الجميع بعلم تماما أن ألقرآن الكريم حث في عدد كبير من الآيات القرآنية علي بر الوالدين، ومنها قول الله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، [الأحقاف:15].
وقوله عز وجل : «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، [الإسراء:23].
وقوله عز وجل: «وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، [النساء:36].
وكما أن الأولاد لديهم واجبات تجاه والديهم فإن لديهم حقوق وأهمها حسن الرعاية وحسن التربية.
وكما تلاحظون هناك فرق بين الرعاية والتربية… فالرعاية تتركز علي الاحتياجات البدائية للطفل من مأكل ومشرب وملبس وترفيه… الخ
أما التربية فهي ترتكز علي الاحتياجات الأكثر تطورا لتكوين شخصية الطفل مثل المبادئ والمعتقدات و القيم وأسلوب الحديث والأخلاقيات ..الخ
وللأسف حاليا هناك الكثير من المشكلات لكافة أفراد الأسرة بسبب قيام الأم بدور الأب أيضا، وتهميش دور الأب، إما بشكل اختياري أو أضطراري، ومن هذه المشاكل :
-المرأة تقوم بدور الأم والأب وتفقد أنوثتها وتكون دائما تحت ضغط نفسي
-الأولاد يفقدون قيمة ومعني الأب.
-الأب سيجد لنفسه مكانا آخر يشعر فيه بوجوده.
بمعني آخر ستفقد الأسرة تماسكها، لأن كل فرد في الأسرة له حقوق وواجبات، وله دور محدد، فإن لم يقم به اختل توازن هذه الأسرة.
وعادة تقوم الأم بمهمة الرعاية للأطفال، ويبقي دور التربية للأب .. فيجب تعزيز هذه القيمة
الأب بالنسبة لابنته هو نموذج الزوج الذي تتمناه و وبالنسبة للولد هو القدوة التي يريد السير علي خطاه.
الأب هو القدوة هو السند هو الحماية ..
أعمدة الأسرة عبارة عن أب وأم ولا يمكن تقليل دور أحدهما.
فليقم كل بدوره الحقيقي لكي تتوازن الأسر وينصلح المجتمع.
الدكتورة هالة إبراهيم سكر تكتب: تهميش دور الأب
بواسطة Essam rabah