دخلت إسرائيل حرب إبادة عنصرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى مع الشعب الفلسطيني الأعزل منذ 7 أكتوبر الماضي اختتمتها باجتياح رفح المنكوبة، أخر معقل للشعب الفلسطيني من نيران العدو الصهيوني.
أفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية، في خبر عاجل، بسماع أصوات اشتباكات وإطلاق نار بشكل متواصل عند الجانب الفلسطيني لمعبر رفح.
إطلاق الرصاص
ومنذ لحظات تعالت أصوات الاشتباكات حَسَبَ قناة “القاهرة الإخبارية”، حيث دوت إطلاق الرصاص بشكل متواصل عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري.
وكان أكد مصدر مصري رفيع المستوى، إن “القاهرة تحذر من تفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة نتيجة العمليات الإسرائيلية؛ مشددا في الوقت النفسة على بذل أقصى جهد للتوصل إلى هدنة شاملة”.
ومن جانبه شدد انطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن “الاتفاق بين إسرائيل وحماس مهم جدا لإنهاء معاناة سكان غزة”، معبرا عن قلقه من الأنشطة العسكرية للقوات الإسرائيلية وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم.
كلمة حوتيريش
وحث جوتيريش حكومة الاحتلال على الانخراط في مفاوضات سلام فورا، قائلا: إن “أي هجوم عسكري على رفح ستكون له تداعيات كارثية”.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: أن “الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا وأدعو كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه”.
وأنفجر سؤال حول استمرار عملية الاجتياح إسرائيلي للمدينة المنكوبة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
وكانت تعالت أصوات الرصاص عقب إعلان جيش الاحتلال سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين غزة ومصر، على الرغم من تكدس أكثر من مليون و200 ألف فلسطيني بالمنطقة.
وتتسارع الأحداث الدامية في غزة على الرغم من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح لهدنة طويلة في حربها مع إسرائيل.
وعلى الرغم من موافقة حماس على مقترح هدنة طويلة وقبل ساعات من المحادثات الجديدة التي من المنتظر أن تنطلق في القاهرة إسرائيل دخلت حمام دم جديد عقب اقتحام رفح.
وزير خارجية الاحتلال
وكان كشف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إقناع المجتمع الدَّوْليّ بقبول عمليات مماثلة بات أكثر صعوبة.
وأدعى وزير الخارجية الإسرائيلي، في بيان إن “دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح يعزز الهدفين الرئيسيين للحرب: إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”.
وأضاف: “لقد أصبح عمل الإقناع على الجبهة السياسية أكثر صعوبة، لكنني سأبذل قصارى جهدي للوفاء بالمهمة والسماح لجنودنا بإكمال العمل”.
وكان كشف جيش الاحتلال أن “مجموعة القتال الصهيونية التابعة للواء 401 تمكنت من السيطرة العملياتية على الجانب الغزي من معبر رفح”.
8 أسابيع من الحرب
ونقلت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية عن مراسل الشؤون العسكرية بالقناة 14 الإسرائيلية ناعوم أمير “يمكننا الحديث عن عملية ستستمر من 6 إلى 8 أسابيع”.
وأضاف “ناعوم”: “تشير التقديرات إلى أننا ندخل منطقة من المفترض أن يكون فيها ما لا يقل عن 5000 مسلح، من المحتمل أن العديد منهم لم يعودوا هناك”.
وتابع: “السؤال هو أين يتعين عليهم الهروب؟ لم يعد من الممكن العودة إلى شمال قطاع غزة، خان يونس مدمرة بالكامل. يمكنهم الاختباء إما من وَسْط البلاد أو في رفح”.
ولفت إلى أن “هدف الجيش هو السيطرة على المنطقة، وإجراء عدد كبير من عمليات البحث هناك”.
أهداف الاحتلال
وكان زعم رئيس الاستخبارات الإسرائيلي، تامير هايمن، أن هناك 4 أهداف للعملية العسكرية في رفح
بدئها بزيادة الضغط العسكري على حماس لتحسين التوصل لصفقة الرهائن، وإغلاق الحدود بين مصر ورفح لمنع تهريب الأسلحة، تعبيراً عن فقدان الحركة السيادة على قطاع غزة، وكذا حل كتائب لواء رفح الأربع التابعة لحركة “حماس”
تحذيرات
ومن جانبه حذر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عاموس هارئيل، في تقرير حَسَبَ “العين الإخبارية”، من أنه “بصرف النظر عن التوترات بشأن صفقة الرهائن، فمن المرجح أن يؤدي الإجلاء القسري للسكان من منطقة قريبة من الحدود المصرية إلى إثارة التوترات بين إسرائيل وواشنطن وبين إسرائيل والقاهرة”.
وأضاف: “كرر مسؤولون أمريكيون كبار، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، يوم الإثنين، مطالبتهم بأن تضمن إسرائيل إخلاء دقيقا لسكان رفح من المدينة إذا كان الجيش الإسرائيلي يعتزم العمل هناك”.
وكشف أنه “في محادثات مغلقة، يبدو أن الأمريكيين كانوا يحذرون (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بعبارات أقوى”.
وبحسب هارئيل، فإن “إسرائيل أعلنت أنها تقوم بتوسيع المنطقة الآمنة في المواصي، وهي منطقة زراعية على الساحل بين خان يونس ورفح، بهدف تشجيع سكان غزة في رفح على الانتقال إلى هناك”.
ومستدركا: “لكن الفلسطينيين في غزة والمنظمات الدولية اشتكوا من أن المنطقة تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستيعاب أعداد كبيرة من النازحين من رفح”.
أما المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ناحوم بارنيع، فقال : “بالأمس تحدث (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ونتنياهو عبر الهاتف”.
عملية رفح لايت
وأضاف: “ليس من الصعب تخمين ما كانوا يتحدثون عنه. نتنياهو وعد بأن العملية في رفح ستكون هامشية ومحدودة، رفح لايت، واقترح بايدن أن يكتفي برفح صفر”.
واستطرد: “يمكن للمرء أن يفهم لماذا يؤيد كثيرون في إسرائيل العمل العسكري في رفح. إن حل الكتائب الأربع المتبقية هناك سيعطيهم الشعور بأن المهمة قد اكتملت: كان هناك 28 كتيبة وتم حلها جميعها، لسوء الحظ، هذا وهم، سحر كاذب”.
وتابع: “تعلمنا في جميع حروب إسرائيل، حتى أكثر من ذلك في حرب غزة، فإن ما يخطط له الجيش الإسرائيلي وما يحدث على الأرض قصتان منفصلتان”.
وأشار بارنيع إلى أنه “حماس تعود اليوم إلى الأماكن التي احتلها مقاتلو الجيش الإسرائيلي بدمائهم في خان يونس، كما تعود إلى شمال القطاع والمخيمات الوسطى”.
وقال: “منذ الأسبوع الأول للحرب، حذر عسكريون سابقون وحاليون من أن نتنياهو ليس لديه استراتيجية خروج”.
وقف إطلاق النار
ومن المقرر وقف العملية في حال التوصل إلى اتفاق برعاية مصرية لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
غير أن قوات الجيش الصهيوني أصرت على مجزرة جديدة وَسْط صمت عالمي مطبق أشبه بصمت القبور عقب أن بدأ المحتل الغاشم في تهجير الفلسطينيين من سكان رفح المنكوبة أصحاب الأرض.