تعد الأمراض المعدية تاريخيا سببا في سقوط المزيد من الضحايا خلال الحروب الأمريكية مقارنة بإصابات المعارك.
كانت تلك الكلمات هي الفقرة الأولي في مقدمة كتاب عن رصد ومكافحة آفات الصحة العامة صدر عام 2013 عن وزارة الدفاع الأمريكية.
ويضيف الكتاب ليوضح خطورة الموقف ومدى أهميته ليقول، أن نواقل المرض من الحشرات والعنكبيات. قد نقلت غالبية الأمراض التي أصيبت بها القوات العسكرية الأمريكية خلال هذه الحروب، وقد أثرت بعضها بشدة على نجاح المهمة.
إقرأ أيضا للكاتب| هجرة الطيور وقفة للتأمل
تشمل الأمثلة، الملاريا، حمى الضنك، حمى الفصائل الرملية، التيفوس، والطاعون، داء الليشمانيا، وهى مسببات مرضية بكتيرية وفيروسية، ما زالت تشكل تهديدًا للقوات العسكرية المنتشرة هناك.
هناك العديد من الأمراض الأخرى والناقلات، والآفات التي قد تؤثر على القوات العسكرية والعمليات.
حيث تعد بعض أنواع الحشرات والنباتات والفقاريات من الآفات التي يمكن أن تؤثر بشكل خطير على العمليات العسكرية من خلال نشر الأمراض، أو تقليل كفاءة الأفراد العسكريين، أو تدمير الممتلكات.
ويستمر الكتاب ليصف لنا أن غالبية ما تستخدمه المنظمات العسكرية في هذا الحقل الخطير هما مصطلحي “التطبيقات البيولوجية” أو “علم الحشرات” لوصف جهود مكافحة الآفات.
لكن العمليات تشير إلى أن الأمر أوسع بكثير من مجرد مجال علم الحشرات ويمتد ليشمل الآفات الأخرى من عوائل وسيطة خازنة للمسبب المرضي.
بما في ذلك الخفافيش والطيور والقوارض والحلزون والماشية الداجنة والكلاب والقطط الضالة، والحيوانات الصغيرة المتفرقة.
كما يصف مصطلح “التطبيقات البيولوجية” بشكل أدق مجموعة الآفات التي يتم مواجهتها خلال عمليات الطوارئ.
وعندما يتطرق الحديث إلى خطورة الموقف فإننا نشير إلى ما يحدث الأن في غزة من انتشار كبير لوردة أريحا أو داء الليشمانيا و هو مسبب مرضي خيطي، ينقل عن طريق ذباب الرمل.
هناك العشرات من جنود الاحتلال الذين أصيبوا بآفات جلدية تقرحية أو إفرازية، وعندما توجه الجنود إلى أطباء الأمراض الجلدية، فشخصوا حالاتهم بالاشتباه في الإصابة بالليشمانيا.
وأشارت التقارير الواردة إلى أنّ هذا التشخيص يدور حول آفة جلدية التهابية مؤلمة للغاية تستمر لعدة أسابيع في حال عدم تلقي علاج، وغالبًا ما تترك هذه الآفة ندبات على الجلد.
ما كان لتلك الإصابات أن تحدث لو تم إجراء رصد واستكشاف للحشرات والآفات الأخرى ذات الأهمية الطبية بمنطقة العلميات قبل الولوج فيها وإعطاء الأمر بانتشار للقوات.
مما يشير لأهمية إعطاء الفرصة للمختصين بعلم الحشرات والمشتغلين بمكافحة أفات الصحة العامة لإجراء الدراسات بمناطق الخاصة باستكشاف ورصد واستقصاء الحشرات الناقلة للأمراض ومفصلية الأرجل الأخرى والعوائل الخازنة والوسيطة لتلك ألآفات.
وإذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية لجأت لكتابة وإصدار مثل هذا الدليل الإرشادي لرصد ومكافحة ألآفات لحماية جنودها المنتشرين ببعض مناطق الشرق الأوسط.
فمن الحري بنا كجيوش تلك المنطقة هي موطنها أن نفسح ولو قدراً ضئيلا لتنفيذ إجراءات وقائية تحول دون ووقوع إصابات من قبل تلك ألآفات قبل فوات الأوان.