يُعد “خاتم الصياد” أحد الرموز التقليدية العريقة في الكنيسة الكاثوليكية، حيث يُمنح لكل بابا جديد عند تنصيبه، ويجسد السلطة الروحية التي يتولاها بصفته خليفة القديس بطرس، أول بابا في تاريخ الكنيسة.
تدمير خاتم الصياد
وفي ذلك الصدد أكّد المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، أنه تم تدمير خاتم الصياد الخاص بالبابا الراحل فرنسيس، الذي يُعد من أبرز رموز السلطة البابوية، وذلك بعد مرور 16 يومًا على وفاته.
إزالة نقش الصليب
وأوضح بروني أن عملية إتلاف الخاتم جرت باستخدام مثقب معدني، وتم خلالها إزالة نقش الصليب الذي كان محفورًا على سطح الخاتم. وقد نُفذت هذه العملية رسميًا بحضور الكاردينال جوزيف كيفن فاريل، الذي يشغل منصب الكاميرلينجو، وهو المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة “المقعد الشاغر”، وهي المرحلة التي تسبق اختيار بابا جديد.
ويُعتبر تدمير خاتم الصياد تقليدًا راسخًا في الكنيسة الكاثوليكية، يُهدف إلى منع إصدار أي وثائق أو قرارات باسم البابا المتوفى، وضمان انتقال السلطة بسلاسة إلى البابا الجديد.
لماذا يُسمى بخاتم الصياد؟
وتعود قصة خاتم الصياد إلى القديس بطرس، الذي كان يعمل صيادًا للسمك قبل أن يصبح أحد تلاميذ السيد المسيح، ويُعتبر أول بابا في الكنيسة الكاثوليكية. ولهذا، يحمل الخاتم صورةً تُظهر القديس بطرس وهو يُلقي بشبكته من قارب، تعبيرًا عن دعوته لصيد النفوس بالإيمان.
الخاتم عبر التاريخ
ظهر هذا التقليد منذ القرن الثالث عشر، وكان يُستخدم الخاتم سابقًا لختم الوثائق الرسمية الصادرة عن الفاتيكان. غير أن هذه الوظيفة الرمزية تراجعت مع تطور وسائل التوثيق، وأصبح الخاتم رمزًا شرفيًا للبابا أكثر منه أداة عملية.
البابا فرنسيس وكسر التقاليد
عند تنصيبه في عام 2013، اختار البابا فرنسيس أن يحمل خاتمًا مصنوعًا من الفضة المطلية بالذهب بدلًا من الخاتم الذهبي المعتاد، في دلالة على بساطته وتواضعه الذي يميّز شخصيته ونهجه البابوي.
قصة هذا الخاتم تحمل بين طياتها عراقة التقاليد ورمزية القيادة الروحية، وتُظهر كيف يمكن للرموز أن تتجدد مع حفاظها على معناها العميق.