في أعقاب الهجمات العنيفة التي تعرضت لها العاصمة الإيرانية طهران من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل تصاعد حدة المواجهات بين الجانبين، أصدرت السلطات الإيرانية جملة من التعليمات الصارمة للمواطنين، تهدف إلى كشف العناصر المشتبه بتجسسهم لمصلحة إسرائيل داخل البلاد.
وتأتي هذه الإجراءات غير المسبوقة في إطار تعزيز الحس الأمني لدى الإيرانيين، بعدما أدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى مقتل شخصيات عسكرية مرموقة وعلماء في المجال النووي.
ودعت الشرطة الإيرانية، عبر بيان نقلته وسائل الإعلام المحلية، المواطنين إلى سرعة الإبلاغ عن أي تحركات أو تصرفات مشبوهة. وشملت التعليمات، التي كشفت عنها “العين الإخبارية”، مواصفات الأشخاص الذين يُحتمل تورطهم في أنشطة تجسسية، من بينها: شباب يترددون على منازل بشكل متكرر دون اصطحاب عائلاتهم.
وكا أشخاص يلقون كميات كبيرة من النفايات على نحو غير معتاد، سائقو سيارات “نيسان”، أو شاحنات “بيك أب هيلوكس”، أو شاحنات قديمة من الطراز ذاته، أفراد يرتدون كمامات ونظارات في ظروف لا تستدعي ذلك، أشخاص حديثو الانتقال إلى الأحياء السكنية، يتصرفون بشكل غير طبيعي.
من جانبها، أكدت النيابة العامة أن “اليقظة الشعبية” تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات الأمنية الداخلية.
وفي السياق ذاته، دعت وزارة الاستخبارات الإيرانية المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي شاحنات صغيرة أو مركبات “بيك أب” تتحرك بشكل مريب قرب المنشآت الحيوية كالمطارات والمقار الحكومية، مشددة على الاتصال بالخط الساخن 113 فور الاشتباه في أي نشاط غريب أو حمولات مجهولة.
كما حث اللواء أحمد رضا رادان، القائد العام لقوات الأمن الداخلي، المواطنين على الإبلاغ عن أي تصرفات مريبة في أحيائهم، كتواجد أشخاص غرباء دون سبب واضح، أو عمليات استئجار سريعة للمنازل والمتاجر، داعيًا إلى التواصل مع الرَّقْم 110 للإبلاغ عن مثل هذه الحالات.
في سياق متصل، حذر العقيد رامين باشائي، رئيس مركز الطوارئ الإلكترونية، من المكالمات المجهولة التي تحث المواطنين على تخزين الأغذية والأدوية، واعتبرها جزءًا من “حرب نفسية” تهدف إلى نشر الذعر والفوضى.
ويأتي ذلك بعد إعلان السلطات الإيرانية اعتقال عدد من الأشخاص بتهمة التخابر مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، في محافظة ألبرز غرب العاصمة. ووفقًا لموقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية، فقد أُعدم شخص أوقف عام 2023 بعد إدانته بالتجسس لصالح الموساد.
والأحد الماضي، أعلنت وكالة “تسنيم” أن الشرطة ألقت القبض على شخصين آخرين في محافظة ألبرز، يشتبه بتعاونهما مع الاستخبارات الإسرائيلية.
في المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إلقاء القبض على مواطنَين إسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، بتهمة التخابر مع إيران، في عملية أمنية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”.
ويرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يقتصر على الغارات الجوية فحسب، بل اعتمد أيضًا على نشاطات ميدانية نفذها جهاز “الموساد”، بمساعدة عملاء إيرانيين داخل البلاد، وهو ما أكده مصدر أمني إسرائيلي في تصريحات لوسائل إعلام عبرية بشأن تفاصيل العملية العسكرية التي نُفذت يوم الجمعة الماضي.